وأصحاب النزعة العلمية يحددون الغرض من التربية بأنه الإعداد للحياة الكاملة وهذا يكون بالحصول على القدر الكافي المناسب من المعرفة لتكوين الإنسان من الناحية الفردية والاجتماعية ، وبتنمية القدرة على استخدام هذه المعرفة (٦٧).
أما أصحاب النزعة الاجتماعية فينظرون إلى التربية على أنها وسيلة لبقاء الجماعة ونموها ، ويتناولون البحوث التربوية بطريق دراسة بناء المجتمع ومظاهر النشاط والمطالب الاجتماعية. وهدف التربية في نظرهم هو إعداد الفرد للمشاركة الناجحة في حياة زملائه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية)٦٨(. وعلى العموم توجد أهداف ونظريات عديدة في التربية نجملها فيما يلي :
١ ـ التربية لكسب الرزق
٢ ـ نظرية تحقيق الذات
٣ ـ نظرية النمو
٤ ـ نظرية ايجاد المواطن الصالح.
١ ـ والذين قالوا بالهدف الأول ، وجعلوا التربية وسيلة للتدريب على الأعمال اللازمة لكسب الرزق ، ضيقوا مجال التربية ، وحطوا من شأنها ، لأن الإنسان لا تقتصر حاجته على إشباع دوافع جسده ؛ ولا يحتاج إلى كل هذا الإعداد وهذه الجهود للحصول على الرزق ، فقد قدر الله للناس أرزاقهم ، وهيأ لكل مخلوق ما يحتاج إليه. قال تعالى :
(وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ. فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (٦٩)
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (٧٠)
والرزق موجود في مناكب الأرض بما يكفي كل الناس ، وما على الإنسان إلا أن يسعى إليه ويستخرجه من مستودعه.
(وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) (٧١) وقد تكفل الله برزق خلقه جميعا حتى الحيوانات والحشرات :
(وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). (٧٢)