أخيره» (١).
وفي ترجمة «عبد اللَّه بن الجهم الرازي» عن أبي زرعة : «رأيته ولم أكتب عنه وكان صدوقاً. وقال أبو حاتم : رأيته ولم أكتب عنه وكان يتشيّع» (٢).
وكم من راوٍ كبير ومحدِّث شهير ، تركوا أحاديثه لأنّ «عامّه ما يرویه في فضائل أهل البيت» (٣).
وكم وقع الكلام بينهم بشأن «أحمد بن الأزهر» لأنّه روی بسندٍ صحيح عن ابن عبّاس أنّه قال : «نظر رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم إلی عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : أنت سيّد في الدنيا وسيّد في الآخره ، حبيبك حبيبی وحبيبی حبيب اللّٰه ، وعدوّك عدوّی وعدوّی عدوّ اللّٰه ، فالويل لمن أبغضك بعدي» ، فقال الذهبي : «هو ثقه بلا تردّد ، غآيه ما نقموا عليه ذاك الحديث في فضل عليّ رضي اللّٰه عنه» (٤).
وجاء بترجمة «أحمد بن محمّد الستيتی» ـ المتوفي سنه ٤١٧ ـ أنّه : «كان يتّهم بالتشيّع ، فحلف لنا أنّه بریء من ذلك ، وأنّه من موالی يزيد ، وأنّه قد زار قبر يزيد»!! (٥).
__________________
(١) تهذيب التهذيب ٧ : ٣٣٨.
(٢) تهذيب التهذيب ٥ : ١٥٥.
(٣) انظر مثلاً : تهذيب التهذيب ٢ : ٤١ ـ ترجمة جابر بن يزيد الجعفي ـ ، وج ٣ : ١٧٠ و ٣٧٤ ـ ترجمة أبي الجحاف داود بن أبي عوف ، وترجمة سالم بن أبي حفصه ـ وج ٥ : ٢٦٥ ـ ترجمة عبد اللَّه بن عبد القدّوس ـ.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ : ٣٦٤.
(٥) سير أعلام النبلاء ١٧ : ٣٥٩ ، ويدلّ هذا علی أنّ «التسنّن» المقابل ل : «التشيّع» هو اتّباع بني أُمیه ، وله شواهد كثيره في التاريخ والرجال ، وقد حققّنا ذلك في بعض رسائلنا.