المراجعه (٥٤) ـ (٦٠)
حديث الغدير
قال السيّد رحمه اللّٰه :
أخرج الطبراني وغيره بسند مجمع علی صحّته (١) ، عن زيد بن أرقم ، قال :
خطب رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم ، بغدير خمّ ، تحت شجرات ، فقال : آيها الناس! يوشك أن أُدعی فأُجیب (٢) ، وإني مسؤول (٣) ، وإنّكم مسؤولون (٤) ، فما ذا
__________________
(١) صرّح بصحّته غير واحد من الأعلام ، حتّی اعترف بذلك ابن حجر ؛ إذ أورده نقلاً عن الطبراني وغيره في أثناء الشبهه الحادیه عشر من الشبه التی ذكرها في الفصل الخامس من الباب الأوّل من الصواعق ص ٢٥.
(٢) إنّما نعی إليهم نفسه الزكیه تنبیهاً إلی أن الوقت قد استوجب تبلیغ عهده ، واقتضی الأذان بتعيين الخليفه من بعده ، وأنّه لا يسعه تأخير ذلك مخافه أن يدعی فیجیب قبل إحكام هذه المهمّه التی لا بُدّ له من إحكامها ، ولا غني لأُمّته عن إتمامها.
(٣) لمّا كان عهده إلی أخية ثقيلاً علی أهل التنافس والحسد والشحناء والنفاق أراد صلّی اللّٰه عليه وآله ـ قبل أن ينادی بذلك ـ أن يتقدّم في الاعتذار إليهم تأليفاً لقلوبهم وإشفاقاً من معرّه أقوالهم وأفعالهم ، فقال : وإني مسؤول ؛ ليعلموا أنّه مأمور بذلك ومسئول عنه ، فلا سبيل له إلی تركه ..
وقد أخرج الإمام الواحدي في كتابه أسباب النزول ، بالإسناد إلی أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الآيه : (يا آيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك) يوم غدير خمّ في عليّ بن أبي طالب.
(٤) لعلّه أشار بقوله صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : وإنّكم مسؤولون ، إلی ما أخرجه الديلمي وغيره ـ كما في الصواعق وغيرها ـ عن أبي سعيد أنّ النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم قال : (وقفوهم إنّهم مسؤولون) عن ولآيه عليّ ، وقال الإمام الواحدي : (إنّهم مسؤولون) عن ولآيه عليّ وأهل البيت ، فيكون الغرض من قوله : وإنّكم مسؤولون ، تهديد أهل الخلاف لوليه ووصيه.