علی تلك الأسماء فليراجع (١).
حكم من توقّف في مسأله خلق القرآن :
ومن مشاهد اضطراب القوم واختلاف آرائهم ، قضيّه خلق القرآن ، وذلك لأنّ فریقاً من أئمّة القوم أجابوا ، وآخرین ثبتوا علی القول بالعدم ، وجماعه توقّفوا ....
فمن الناس من حكم بالكفر ، لا علی الّذين أجابوا وحسب ، بل حتّی علی مَن توقّف ، فقد ذكروا أنّ المحاسبی الزاهد العارف ، شيخ الصوفيه ، خلّف له أبوه مالاً كثيراً ، فتركه ، وقال : لا يتوارث أهل ملّتين ، لأنّ أباه كان من المتوقّفين في مسأله خلق القرآن (٢).
وأحمد بن حنبل ، قال عن يعقوب بن شيبه ، صاحب المسند الكبير : «مبتدع ، صاحب هویً» فقال الخطيب : «وصفه أحمد بذلك لأجل الوقف» (٣).
وترك الناس كلّهم حديث إسحاق بن أبي إسرائيل ـ من رجال البخاري وأبي داود والنسائي ـ لكونه من الواقفه في مسأله خلق القرآن (٤).
وأمّا الّذين أجابوا .. فقد حكم عليهم بعضهم بالارتداد ، ودافع عنهم آخرون حاملین ذلك منهم علی التقيّة!! حفظاً لماء وجههم ، وكرامهً لصحاحهم ؛ لكونها قد أخرجت أحاديثهم ....
__________________
(١) تدريب الراوي ١ : ٣٨٨.
(٢) حلية الأولياء ١٠ : ٧٥.
(٣) تاريخ بغداد ١٤ : ٢٨٢.
(٤) سير أعلام النبلاء ١١ : ٤٧٧.