ورابعاً : إنّه قد روی ابن عساكر هذا الحديث بأسانيد ، أحدها : من طريق الحافظ ابن منده .. والثاني : من طريق الحافظ أبي يعلی ، عن عبد اللَّه بن أسعد بن زراره ، وليس فيهما الرجلان المذكوران أصلاً .. والثالث : من طريق أبي يعلی ، وفيه الرجلان ..
والطعن في حديث من أصله ، لأجل وجود المناقشه في بعض أسانيده ، تعصّبٌ قبیح.
الحديث «٣» :
أخرجه ابن النجّار ، وعنه المتّقی الهندی (١).
وبصدد تصحيح هذا الحديث نقول :
أوّلاً : ليس الرجلان المذكوران في سنده ، كما سيأتي.
وثانياً : قد جعل الحافظ محبّ الدين الطبري مفاد هذا الحديث من خصائص الإمام عليه السلام ؛ إذ قال : «ذكر اختصاصه بسياده المسلمين وولاه المتّقين» ، فقال : «عن عبد اللَّه بن أسعد بن زراره قال : قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : ليله أُسری بی انتهيت إلی ربّی عزّ وجلّ ، فأوحی إلیّ ـ أو : أمرني. شك الراوي في آيهما ـ في عليّ ثلاثاً : أنّه سيّد المسلمين وولي المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين. أخرجه المحاملی ، وأخرجه الإمام عليّ بن موسی الرضا من حديث عليّ ، وزاد : ويعسوب الدين» (٢).
فقد ظهر أنّ الحديث من روايات الإمام الرضا عليه السلام ، ومن روايات
__________________
(١) كنز العمّال ١١ : ٦٢٠.
(٢) ذخائر العقبی في مناقب ذوی القربی : ١٣٠.