المحنه ، بل ولا علی من أُكره علی صريح الكفر عملاً بالآيه ، وهذا هو الحقّ. وكان يحيی من أئمّة السُنّة ، فخاف من سطوه الدولة وأجاب تقيّهً» (١).
هذا باختصارٍ بالنسبه إلی المرجئه والقدریه والمعتزله والواقفه في مسأله القرآن ، ونحوهم ....
وقد ظهر اختلافهم الشديد في قبول أو ردّ أحاديث مَن كان من أهل هذه الفرق وإنْ كان صادقاً في روايته ، متقناً في نقله ..
ويبقی الكلام في الرواية عن النواصب ونحوهم ، وعن الشيعه ..
حكم الرواية عن النواصب :
أمّا في الرواية عن النواصب والخوارج ، وأعداء عليّ وأهل البيت عليهم السلام .. فقد أسّس بعضهم قاعدهً مفادها أنّ هؤلاء لا يكذبون أصلاً ، فبني علی ذلك قبول أحاديثهم مطلقاً ..
يقول ابن تيميّة : «والخوارج أصدق من الرافضه وأدين وأورع! بل الخوارج لا نعرف عنهم أنّهم يتعمّدون الكذب ، بل هم من أصدق الناس!!» (٢).
هذا كلامه في الخوارج الّذين حاربوا أمير المؤمنين عليه السلام ..
ويقول الذهبي : إنّ التكلّم في من حارب عليّاً من الصحابه قبيحٌ يؤدَّب فاعلُه! ....
قال : ولا نذكر أحداً من الصحابه إلّا بخير ، ونترضي عنهم ، ونقول : هم طائفه من المؤمنين بَغَت علی الإمام عليّ ، وذلك بنصّ قول المصطفي صلوات اللّٰه عليه
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١١ : ٨٧.
(٢) منهاج السُنّة ٧ : ٣٦.