المراجعه (٢٨) ـ (٣٤)
حديث المنزله
قال السيّد :
«وأنزله منه منزله هارون من موسی ، ولم يستثنِ من جميع المنازل إلّا النبوّه ، واستثناؤها دليل علی العموم.
وأنت تعلم أنّ أظهر المنازل التی كانت لهارون من موسی : وزارته له ، وشدّ أزره به ، واشتراكه معه في أمره ، وخلافته عنه ، وفرض طاعته علی جميع أُمّته ؛ بدليل قوله : (وَاجْعَلْ لي وَزِيراً مِنْ أَهْلِی* هٰارُونَ أَخِی* اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِی* وَأَشْرِكهُ في أمري) (١).
وقوله : (اخْلُفْني في قَوْمِی وَأَصْلِحْ وَلاٰ تَتَّبِعْ سبيل الْمُفْسِدين) (٢).
وقوله عزّ وعلا : (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَك يٰا مُوسیٰ) (٣).
فعليّ بحكم هذا النصّ خليفه رسول اللّٰه في قومه ، ووزيره في أهله ، وشریكه في أمره ـ علی سبيل الخلافه عنه لا علی سبيل النبوّه ـ وأفضل أُمّته ، وأولاهم به حيا ومیّتاً ، وله عليهم من فرض الطاعه زمن النبيّ ـ بوزارته له ـ مثل الذي كان لهارون علی أُمّه موسی زمن موسی ، ومن سمع حديث المنزله فإنّما
__________________
(١) سوره طه ٢ : ٢٩ ـ ٣٢.
(٢) سوره الأعراف ٧ : ١٤٢.
(٣) سوره طه ٢٠ : ٣٦.