سنه ١٧٨ ، وكان يبغض الشيخين ؛ حدّثنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا إسحاق بن أبي كامل ، ثنا جرير بن يزيد بن هارون ـ بين يدی أبيه ـ قال : بعثني أبي إلی جعفر ابن سليمان الضبعی ، فقلت له : بلغنا أنّك تسبّ أبا بكر وعمر. قال : أمّا السبّ فلا ، ولكنّ البغض ما شئت. قال : وإذا هو رافضی مثل الحمار.
قال أبو حاتم : وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنین في الروايات ، غير أنّه كان ينتحل الميل إلی أهل البيت ، ولم يكن بداعيهٍ إلی مذهبه ..
وليس بين أهل الحديث من أئمّتنا خلاف أنّ الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعه ولم يكن يدعو إليها أنّ الاحتجاج بأخباره جائز ، فإذا دعا إلی بدعته سقط الاحتجاج بأخباره ، ولهذه العلّه ما تركوا حديث جماعه ممّن كانوا ينتحلون البدع ويدعون إليها وإنْ كانوا ثقات ، واحتججنا بأقوامٍ ثقات انتحالهم سواء غير أنّهم لم يكونوا يدعون إلی ما ينتحلون. وانتحال العبد بينه وبين ربّه إن شاء عذّبه عليه وإنْ شاء عفا عنه. وعلينا قبول الروايات عنهم إذا كانوا ثقات علی حسب ما ذكرناه في غير موضع من كتبنا» (١).
هذا بالنسبه إلی السند باختصار.
* وأمّا الدلاله
فقد ذكر السيّد رحمه اللّٰه في الجواب عمّا يقال من كون «الولي» مشتركاً لفظيا ما نصّه :
«ذكرتم في جمله معاني الولي : إنّ كلّ من ولي أمر أحد فهو وليّه ، وهذا هو المقصود من الولي في تلك الأحاديث ، وهو المتبادر عند سماعها ، نظير قولنا : ولي
__________________
(١) كتاب الثقات ٦ : ١٤٠.