وتلخّص :
إنّ «المولي» يجیء بمعني «الأولي». وقد اعترف بذلك أئمّة القوم في التفسير والحديث والكلام واللّغه والأدب ، وذكروا لذلك شواهد من الكتاب والسُنّة والشعر ...فسقط الإشكال علی دلاله حديث الغدير من جهه تفسير «المولي» فيه ب : «الأولي» ، وظهر كذب دعوی إجماع أهل العربيه علی عدم مجیء مفعل بمعني أفعل في شيء من المواد فضلاً عن هذه المادّه!
بل لقد ثبت ورود حديث الغدير بنفس لفظه «الأولي» بأسانيد القوم في كتبهم المعتبره.
ما الدليل علی كون صله «الأولي» هو «بالتصرّف»؟
ثمّ إنّهم بعد ما اضطرّوا إلی التسليم والاعتراف بمجیء «المولي» بمعني «الأولي» ، جعلوا يطالبون بالدليل علی كون صله «الأولي» هو «بالتصرّف» ، وإنّه لما ذا لا تكون الصله «بالمحبّه» مثلاً؟
فنقول :
أوّلاً : قد ثبت أنّ «المولي» يجیء بمعني «المتصرّف في الأمر» ؛ فقد ذكر الرازي بتفسير قوله تعالی : (وَاعْتَصِمُوا بِاللّٰهِ هُوَ مَوْلاٰكمْ) (١) : «...هو مولاكم : سيّدكم والمتصرّف فيكم ...» (٢).
__________________
(١) سوره الحج ٢٢ : ٧٨.
(٢) تفسير الرازي ٢٣ : ٧٤.