آراؤهم في أصحاب المذاهب من رجال الحديث
حكم أحاديث غير أهل السُنّة :
والذي يظهر من كلماتهم هو أنّهم يقسّمون الرجال إلی «أهل السُنّة» و «أهل البدعة» .. فمن لم يكن من أهل السُنّة فهو مبتدع ، وأهل السُنّة يؤخذ بحديثهم ، ويترك حديث أهل البدعة.
روی الذهبي عن ابن سيرين ، قال : «لم يكونوا يسألون عن الإسناد حتّی وقعت الفتنة ، فلمّا وقعت نظروا مَن كان من أهل السُنّة أخذوا حديثه ، ومَن كان من أهل البدعة تركوا حديثه» (١).
ولكن ما المراد من السُنّة؟! ومَن أهلها؟! وما المراد من البدعة؟! ومن هم أهلها؟! هذه هی المشكلة!
وروی المزّي عن عبد الرحمن بن مهدی ، قال : «من رأي رأيا ولم يدع إليه احتُمِل ، ومن رأي رأيا دعا إليه فقد استحقّ الترك» (٢).
وقد أخذ هذا غير واحدٍ من المتأخّرين ، فقیَّد المبتدع بأنْ لا يكون داعيةً إلی مذهبه ....
وأضاف بعضهم إلی ذلك ، ألّا يكون الحديث الذي يحدّث به ممّا يعضد
__________________
(١) ميزان الاعتدال ١ : ٣.
(٢) تهذيب الكمال ١ : ١٦٣.