يتبادر منه إلی ذهنه هذه المنازل كلّها ولا يرتاب في إرادتها منه.
وقد أوضح رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم الأمر ، فجعله جليا بقوله :
إنّه لا ينبغی أن أذهب إلّا وأنت خليفتی ..
وهذا نصّ صريح في كونه خليفته ، بل نصّ جلیّ في أنّه لو ذهب ولم يستخلفه كان قد فعل ما لا ينبغی أن يفعل ، وهذا ليس إلّا لأنّه كان مأموراً من اللّٰه عزّ وجلّ باستخلافه ، كما ثبت في تفسير قوله تعالی : (يٰا آيها الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْك مِنْ رَبِّك وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ) (١).
ومَن تدبّر قوله تعالی في هذه الآيه : «فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ» ثمّ أمعن النظر في قول النبيّ صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : إنّه لا ينبغی أن أذهب إلّا وأنت خليفتی ، وجدهما يرميان إلی غرض واحد ، كما لا يخفي.
ولا تنسَ قوله صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم في هذا الحديث : أنت ولي كلّ مؤمن بعدي ؛ فإنّه نصّ في أنّه ولي الأمر ووإليه والقائم مقامه فيه ، كما قال الكميت رحمه اللّٰه تعالی :
ونعم ولي الأمر بعد وليّه |
|
ومنتجع التقوی ونعم المؤدّب» (٢) |
__________________
(١) سوره المائده ٥ : ٦٧.
(٢) المراجعات : ١١٧ ـ ١١٨.