لعمّار : تقتلك الفئه الباغيه ... (١).
فهذا رأي مثل الذهبي الذي أصبحت آراؤه وأقواله حجّهً عند المتأخّرين منهم ، يرجعون إليها ويعتمدون عليها ...!!
وقال ابن حجر : «...وأيضاً ، فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجه والتمسّك بأُمور الديانه ، بخلاف من يوصف بالرفض فإنّ غالبهم كاذب ولا يتورّع في الأخبار ، والأصل فيه أنّ الناصبه اعتقدوا أنّ عليّاً رضي اللّٰه عنه قتل عثمان أو كان عليه ، فكان بغضهم له ديانهً بزعمهم. ثمّ انضاف إلی ذلك أنّ منهم من قتلت أقاربه في حروب عليّ» (٢).
في حين أنّ المناوی ـ مثلاً ـ ينقل في شرح الجامع الصغير إجماع فقهاء الحجاز والعراق من أهل الحديث والرأي ، منهم مالك والشافعي وأبو حنيفه والأوزاعی ، وعن الجمهور الأعظم من المتكلّمين والمسلمين أنّ عليّاً مصيب في قتاله لأهل صِفّين كما هو مصيب في قتاله أهل الجمل ، وأن الّذين قاتلوه بغاه ظالمون له (٣).
بل العجيب أنّ بعض الأعلام منهم قال : «كان عمّار بن ياسر فاسقاً»!! وقائل هذا الكلام من رجال أبي داود ، وقد وثّقه أبو زرعة ، وذكره ابن حبّان في الثقات (٤) ، وقال ابن حجر : «صدوق يخطئ» (٥).
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٨ : ٢٠٩.
(٢) تهذيب التهذيب ، وانتقده بالتفصيل صاحب كتاب العتب الجميل علی أهل الجرح والتعديل فأفاد وأجاد جزاه اللّٰه خيراً.
(٣) فيض القدير شرح الجامع الصغير ٦ : ٣٦٦.
(٤) تهذيب التهذيب ٥ : ١٥٥.
(٥) تقريب التهذيب ١ : ٤٠٧.