شجرة سمرة من الشمس ، فقال : ألستم تعلمون ، أو لستم تشهدون أني أولي بكلّ مؤمن من نفسه؟! قالوا : بلی. قال : فمَن كنت مولاه ، فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.
وأخرج النسائي عن زيد بن أرقم (١) ، قال : لمّا دفع النبيّ من حجّه الوداع ونزل غدير خمّ ، أمر بدوحات فقممن ، ثمّ قال : كأني دعيت فأجبت ، وإني تارك فیكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب اللّٰه وعترتی أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّی يردا عليّ الحوض ..
ثمّ قال : إنّ اللّٰه مولأي ، وأنا ولي كلّ مؤمن ، ثمّ إنّه أخذ بيد عليّ ، فقال : مَن كنت وليه فهذا وليه ، اللّهم وال مَن والاه ، وعاد مَن عاداه.
قال أبو الطفيل : فقلت لزيد : سمعته من رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم (٢)؟!
فقال : وإنّه ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينيه وسمعه بأُذنيه.
وهذا الحديث أخرجه مسلم في باب فضائل عليّ من صحيحه (٣) من عدّه
__________________
(١) ح ٧٩ من الخصائص العلويه عند ذكر قول النبيّ : من كنت وليه فهذا وليه.
(٢) سؤال أبي الطفيل ظاهر في تعجّبه من هذه الأُمّه إذ صرفت هذا الأمر عن عليّ مع ما ترویه عن نبیّها في حقّه يوم الغدير ، وكأنّه شك في صحّته ما ترویه في ذلك ، فقال لزيد حين سمع روايته منه : أسمعته من رسول اللّٰه؟! كالمستغرب المتعجّب الحائر المرتاب ، فأجابه زيد بأنّه لم يكن في الدوحات أحد علی كثره مَن كان يومئذ من الخلائق هناك ، إلّا مَن رآه بعينيه وسمعه بأُذنیه ، فعلم أبو الطفيل حينئذ أنّ الأمر كما قال الكميت عليه الرحمه :
ويوم الدوح دوح غدير خمّ |
|
أبان له الخلافه لو أُطيعا |
ولكن الرجال تبايعوها |
|
فلم أر مثلها خطراً مبيعا |
ولم أر مثل ذاك اليوم يوماً |
|
ولم أر مثله حقاً أُضيعا |
(٣) ص ٣٢٥ من جزئه الثاني.