وغيره ، فأصابتهم دعوه أمير المؤمنين عليه السلام.
ولو تسني له أن يجمع كلّ مَن كان حيا يومئذ من الصحابه رجالاً ونساء ، ثمّ يناشدهم مناشده الرحبه لشهد له أضعاف الثلاثین ، فما ظنّك لو تسنّت له المناشده في الحجاز قبل أن يمضی علی عهد الغدير ما مضی من الزمن؟!
فتدبّر هذه الحقيقة الراهنه تجدها أقوی دليل علی تواتر حديث الغدير.
وحسبك ممّا جاء في يوم الرحبه من السُنن ما أخرجه الإمام أحمد ـ من حديث زيد بن أرقم في ص ٤٩٨ من الجزء الخامس من مسنده ـ عن أبي الطفيل ، قال : جمع عليّ الناس في الرحبه ثمّ قال لهم : أُنشد اللّٰه كلّ امرئ مسلم سمع رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم يقول يوم غدير خمّ ما سمع لما قام. فقام ثلاثون من الناس ..
(قال) وقال أبو نعيم : فقام ناس كثير ، فشهدوا حين أخذه بیده ، فقال للناس : أتعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم؟!
قالوا : نعم يا رسول اللّٰه.
قال : مَن كنت مولاه فهذا مولاه ، اللّهمّ والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه.
قال أبو الطفيل : فخرجت وكأنّ في نفسی شيئاً ـ أي من عدم عمل جمهور الأُمّه بهذا الحديث ـ فلقيت زيد بن أرقم ، فقلت له : إني سمعت عليّاً يقول : كذا وكذا.
قال زيد : فما تنكر؟! قد سمعت رسول اللّٰه صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم يقول
__________________
قلت : هذه منقبه مشهوره ذكرها الإمام ابن قتيبه الدينوری ، حيث ذكر أنساً في أهل العاهات من كتابه (المعارف) صفحه ٥٨٠ ، ويشهد لها ما أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في صفحه ١٩٢ من الجزء الأوّل من مسنده ؛ حيث قال : فقام إلّا ثلاثه لم يقوموا فدعا عليهم ، فأصابتهم دعوته.