كثرتهم كما ورد في الآثار ، تشفع الملائكة والأنبياء والعلماء والشهداء والصالحين (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) يعني كفار قريش (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) المستنفرة بفتح الفاء (١) التي استنفرها الفزع ، وبالكسر بمعنى النافرة شبه الكفار بالحمر النافرة في جهلهم ونفورهم عن الإسلام ويعني حمر الوحش.
(فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) قال ابن عباس : القسورة الرماة وقال أيضا هو : الأسد ، وقيل : أصوات الناس ، وقيل : الرجال الشداد ، وقيل : سواد أول الليل (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً) المعنى : يطمع كل إنسان منهم أن ينزل عليه كتابا من الله ، ومعنى منشرة : منشورة غير مطوية أي طرية كما كتبت لم تطو بعد ، وذلك أنهم قالوا للرسول صلىاللهعليهوسلم : لا نتبعك حتى تأتي كل واحد منا بكتاب من السماء فيه من رب العالمين إلى فلان بن فلان نؤمر باتباعك (كَلَّا) ردع عما أرادوه (بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ) أي هذه هي العلة والسبب في إعراضهم (كَلَّا) تأكيد للردع الأول أو ردع عن عدم خوفهم الآخرة (إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) الضمير لما تقدم من الكلام أو للقرآن بجملته (فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ) (٢) فاعل شاء ضمير يعود على من ، وفي ذلك حض وترغيب وقيل : الفاعل هو الله ثم قيد فعل العبد بمشيئة الله (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) أي هو أهل لأن يتّقى لشدة عقابه ، وهو أهل لأن يغفر الذنوب لكرمه وسعة رحمته وفضله.
__________________
(١). قرأ نافع وابن عامر : مستنفرة بفتح الفاء وقرأ الباقون بكسر الفاء.
(٢). وبقية الآية : وما يذكرون قرأ نافع : وما تذكرون بالتاء والباقون بالياء.