سورة الصافات
مكية وآياتها ١٨٢ نزلت بعد الأنعام
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(سورة الصافات) (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) تقديره والجماعات الصافات ثم اختلف فيها فقيل : هي الملائكة التي تصف في السماء صفوفا لعبادة الله ، وقيل : هو من يصف من بني آدم في الصلوات والجهاد ، والأول أرجح لقوله حكاية عن الملائكة [الآية : ١٦٥] وإنا لنحن الصافون (فَالزَّاجِراتِ زَجْراً) هي الملائكة تزجر السحاب وغيرها ، وقيل : الزاجرون بالمواعظ من بني آدم ، وقيل : هي آيات القرآن المتضمنة للزجر عن المعاصي (فَالتَّالِياتِ ذِكْراً) هي الملائكة تتلو القرآن والذكر ، وقيل : هم التالون للقرآن والذكر من بني آدم ، وهي كلها أشياء أقسم الله بها على أنه واحد (وَرَبُّ الْمَشارِقِ) يعني مشارق الشمس ، وهي ثلاثمائة وستون مشرقا ، وكذلك المغارب فإنها تشرق كل يوم من أيام السنة في مشرق منها وتغرب في مغرب ، واستغنى بذكر المشارق عن ذكر المغارب لأنها معادلة لها ، فتفهم من ذكرها.
(بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) وقرأ نافع وغيره بإضافة الزينة إلى الكواكب ، والزينة تكون مصدرا واسما لما يزان به ، فإن كان مصدرا فهو مضاف إلى الفاعل تقديره : بأن زينة الكواكب اسما أو مضاف إلى المفعول تقديره : بأن زينا الكواكب ، وإن كانت اسما فالإضافة بيان للزينة ، وقرأ حفص وحمزة بتنوين زينة وخفض الكواكب على البدل ، ونصب الكواكب على أنها مفعول بزينة أو بدل من موضع زينة (وَحِفْظاً) منصوب على المصدر تقديره : وحفظناها حفظا ، أو مفعول من أجله ، والواو زائدة أو محمول على المعنى ، لأن المعنى إنا جعلنا الكواكب زينة للسماء وحفظا (مارِدٍ) أي شديد الشر (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى) (١) الضمير في يسمعون للشياطين ، والملأ الأعلى هم الملائكة الذين يسكنون في السماء ،
__________________
(١). قرأ أغلب القراء بالتخفيف يسمعون ما عدا حمزة والكسائي وحفص.