سورة الزمر
مكية إلا الآيات ٥٢ و ٥٣ و ٥٤ فمدنية وآياتها ٧٥ نزلت بعد سبإ
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(سورة الزمر) (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) تنزيل مبتدأ وخبره : من الله أو خبره ابتداء مضمر تقديره : هذا تنزيل ، ومن الله على هذا الوجه يتعلق بتنزيل ، أو يكون خبرا بعد خبر أو خبر مبتدأ آخر محذوف ، والكتاب هنا القرآن أو السورة واختار ابن عطية أن يراد به جنس الكتب المنزلة وأما الكتاب الثاني فهو القرآن باتفاق (بِالْحَقِ) يحتمل معنيين أحدهما أن يكون معناه متضمنا الحق ، والثاني أن يكون معناه بالاستحقاق والوجوب (مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) أي لا يكون فيه شرك أكبر ولا أصغر وهو الرياء (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ) قيل : معناه من حقه ومن واجبه أن يكون له الدين الخالص ، ويحتمل أن يكون معناه : إن الدين الخالص هو دين الله وهو الإسلام ، الذي شرعه لعباده ولا يقبل غيره ، ومعنى الخالص : الصافي من شوائب الشرك ، وقال قتادة : الدين الخالص شهادة أن لا إله إلا الله ، وقال الحسن : هو الإسلام وهذا أرجح لعمومه.
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) يريد بالأولياء الشركاء المعبودين ، ويحتمل أن يريد بالذين اتخذوا الكفار العابدين لهم ، أو الشركاء المعبودين ، والأول أظهر ؛ لأنه يحتاج على الثاني إلى حذف الضمير العائد على الذين تقديره : الذين اتخذوهم ، ويكون ضمير الفاعل في اتخذوا عائدا على غير مذكور ، وارتفاع الذين على الوجهين بالابتداء وخبره إما قوله : (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) أو المحذوف المقدر قبل قوله ما نعبدهم لأن تقديره : يقولون ما نعبدهم. والأول أرجح ؛ لأن المعنى به أكمل (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) هذه الجملة في موضع معمول قول محذوف ، والقول في موضع الحال أو في موضع بدل من صلة الذين ، وقرأ ابن مسعود : قالوا ما نعبدهم بإظهار القول أي يقول الكفار : ما نعبد هؤلاء الآلهة إلا ليقربونا إلى الله ويشفعوا لنا عنده ، ويعني بذلك الكفار الذين عبدوا الملائكة ، أو الذين عبدوا الأصنام ، أو الذين عبدوا عيسى أو عزير ، فإن جميعهم قالوا هذه المقالة. ومعنى زلفى :