ولد في بعلبك سنة (٩٥٣) ونشأ في حجر أبيه ، في بيت العلم والفضيلة ، وجال مع والده الى ديار العجم وهو يوم ذاك في صغر سنة ، وساح ثلاثين سنة ، وحضر لدى أعلام كلّ فن واستفاد منهم ، حتى أصبح عالما في كلّ فنون الاسلام ، ومتضلّعا في أغلب الفنون والعلوم الأخرى ، ولأجل القابلية الكامنة فيه التي وهبه إيّاه الله تعالى كان في تبحّره في العلوم والفنون كمن له فنّ واحد ، وعالم بعلم ومختص به.
وله تصانيف في العلوم والفنون المختلفة.
«قال صاحب اللؤلؤة : كان رئيسا في دار السلطنة في اصفهان ، وشيخ الاسلام فيها ، وله منزلة عظيمة عند سلطانها الشاه عبّاس ... كان يعاشر كلّ فرقة وملّة بمقتضى طريقتهم ودينهم وملّتهم وما هم عليه ، وكان يستدلّ لطريقته :
أخالط أبناء الزمان بمقتضى |
|
عقولهم كيلا يفوهوا بانكار |
كان يلقي لتلامذته يوم التعطيل من فنون العلم ونوادر الأخبار والأشعار الفائقة والحكايات الرائقة ، وكانوا يستفيدون منه يوم التعطيل أكثر من يوم الدرس» (١).
وصنّف في الأصول «زبدة الأصول» فأصبح هذا الكتاب موردا للبحث والنظر حتى انّ بعضا من العلماء قد شرحوه وكتبوا عليه الحواشي ، وتوفي سنة (١٠٣١).
صاحب المعالم :
وأعقب لنا شيخنا الشهيد الثاني ولدا أصبح أحد أعلام الشيعة من بعده ، وكان له دور عظيم في تطوّر علم الأصول.
وهو أبو منصور الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني العاملي.
ولد في أسرة قد ساهمت مساهمة فعّالة في تقدّم العلوم الاسلامية ومن المميزات الخاصة في هذه الأسرة أن حصلت فيها المرجعية والزعامة الدينية.
وكانت ولادته في عام (٩٥٩) ، وبقي في حجر أبيه مدة أربع سنين ، وهيئت له بيئته أن يتّجه الى أخذ زمام المبادرة لقيادة الحركة الفكرية التي كانت في أسلافه على
__________________
(١) روضات الجنات ٧ :