الى مختلف حقول المعرفة ، وكان لأجل ذلك يطلق عليها اسم الجامعة.
فكانت هذه المدرسة النجفية المعروفة بالتعقل الفكري الخاص بها غنية بالعلوم الدينية ، والمعارف الإلهية بحيث لم تتهيّأ لسائر المعاهد والمدارس الشيعية هذه القاعدة الفكرية المبتنية على أسس من العلم والمعرفة العريقين فكان لذلك أن تخرّج رجالات من العلماء والمفكّرين والفقهاء من مختلف الأقطار الاسلامية ، وأوفدت الكثير من خرّيجيها لكثير من الأقطار لتعليم الفقه والأصول وسائر الجوانب العلمية وارشاد الأمة ، ودعوة الآخرين الى الاسلام.
ملامح مدرسة النجف الأشرف :
امتازت المدرسة النجفية للمؤهلات الخاصة بها أن تنتج الآلاف من الكتب والموسوعات في مختلف الحقول العلمية من عصر الطوسي الى هذا اليوم ، فكانت النجف هي الأمّ للدراسات الاسلامية في كثير من العصور التي مرّت على الشيعة.
وامتازت هذه المدرسة بوجود أكبر المراجع والقادة الفكريين للطائفة في التاريخ الامامي ، ولذلك توجّهت اليها انظار وآمال الطائفة في جميع البلدان ، وكانت المدرسة النجفية والمراجع المستقرّين فيها قبلة تتعشّقها قلوب المؤمنين.
فكان لهذه المدرسة في طول تاريخ الشيعة تأثير خاص لتوجيه سائر المعاهد الدينية الموجودة في سائر الأماكن ، فكانت الخطط الفكرية والقيادية تنجم منها منذ عهد تأسيسها.
اضافة الى ذلك انّ أكثر المعاهد والمدارس التي حدثت في تاريخ الشيعة كانت حصيلة أيدي العلماء المتخرجين من مدرسة النجف ، وبالنهاية يرجع الفضل اليها.
وظاهرة أخرى نراها في مدرسة النجف هي تزعم قيادة كثير من الحركات في وجه القوى المعادية للاسلام وتغذيتها الروحية والفكرية من رجال العلم والعلماء في النجف الأشرف ، فكانت النجف المركز المناسب لتهيئة الخطط الفكرية لمواجهة أعداء الاسلام ، والذّب عن حرمة القرآن ونواميس المسلمين.
فللنجف مواقف مشهودة ضدّ التيار الإلحادي والأفكار الموجّهة من قبل