الفاضل التوني :
المولى عبد الله بن محمد البشروي ، الساكن بالمشهد الرضوي ، كتب في الأصول «الوافية» وكان لهذا الكتاب في المجامع العلمية يومذاك أثر كبير ، وصار مورد العناية ، وكتبوا له شروحا وحواشي مثل السيد مهدي بحر العلوم ، والسيد محسن الأعرجي الكاظمي. فقد أسهم بدوره هذا المحقق في البحث الأصولي ، وتوفي في بلدة كرمانشاهان حين توجه الى زيارة العتبات المقدسة في العراق وذلك عام (١٠٥٩) (١).
المحقق الخوانساري :
وبعد أن حقق الفاضل التوني النجاح النسبي في مجال الأبحاث الأصولية ، جاء المحقق السيد حسين الخوانساري المتوفى سنة (١٠٩٨) ، وواصل هذا المحقق جهوده في تطوّر علم الأصول والنهوض به ، وكان له دور فعّال في تقدّم الأبحاث الأصولية ، رغم الهجمات التي كانت توجّه من قبل رواد الفكرة الأخبارية بصورة متواصلة ضدّ علم الأصول.
ويبيّن جهود هذا المحقق السيد الصدر قائلا : وكان على قدر كبير من النبوغ والدقّة ، فأمدّ الفكر الأصولي بقوة جديدة كما يبدو من أفكاره الأصولية في كتابه الفقهي «مشارق الشموس في شرح الدروس».
ونتيجة لمرانه العظيم في التفكير الفلسفي انعكس اللون الفلسفي على الفكر العلمي والأصولي بصورة لم يسبق لها نظير.
ونقول : انعكس اللون الفلسفي لا الفكر الفلسفي ، لأنّ هذا المحقق كان ثائرا على الفلسفة ، وله معارك ضخمة مع رجالاتها ، فلم يكن فكره فلسفيا بصفته التقليدية ، وإن كان يحمل اللون الفلسفي ، فحينما مارس البحث الأصولي انعكس اللون وسرى في
__________________
(١) ترجم في روضات الجنات ٤ : ٢٤٤.