٤ ـ «نظام الدين سليمان بن الحسن أو الحسين الصهرشتي الديلمي» جلس مجلس المرتضى ، وكان من أكابر تلاميذه.
٥ ـ «محمد بن علي أبو الفتح القاضي الكراجكي» مؤلف كتاب كنز الفوائد ، المتوفى سنة (٤٤٩).
ملامح المدرسة الثانية :
انّ دراستنا لتطوّر علم الأصول في سيرها الطبيعي الذي مرّ في مراحل متعددة. وكانت المرحلة الأولى هي الأساس لتقدّم هذا العلم في العصر الحاضر ، وفيما يلي نستعرض مميّزات المدرسة الثانية وملامح هذه المرحلة وهي كما يلي :
أولا : انتقل الفقه في هذه المرحلة من مجرد استعراض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الى معالجة هذه النصوص ، واستخدام الأصول والقواعد ، فقبل ذلك كانت مهمة الدراسة واستنباط الأحكام والاجتهاد في عصر الأئمة والى فترة من بعدهم مجرّد عرض النصوص والعمل على طبق ما يفهمه منها أصحاب الحديث والرواة.
وأمّا في هذه المدرسة من عصر ابن الجنيد والعماني الى عصر الطوسي تحوّلت عملية الاستنباط الى عملية صناعية ، ونلاحظ انّ استنباط الحكم الشرعي في هذا العصر وفي هذه المدرسة مبتنية على أسس وقواعد خاصة ، بالرغم من ذلك لم تكن قواعد الأصول التي تستخدم في عملية استنباط الأحكام الشرعية بالوضوح الكافي في هذه المدرسة.
وثانيا : نرى بوضوح انفصال البحث الفقهي عن البحث الأصولي ، وأفراد كلّ من هذين بدراسات ومطالعات منفصلة ، بعد أن كان المتعارف انّ مسائل علم الأصول وعلم الفقه يبحثان معا ، وبعد مواصلة هذه الدراسات والبحوث المستمرة أصبح علم الأصول تدرس قواعده بصورة مستقلة ، ممّا أتاح المجال لانفصال الأصول عن علم الفقه ، وأدّى ذلك الى قيام علم مستقل باسم «علم الأصول».
«ولأوّل مرة في هذا الدور قام السيد المرتضى بمحاولة دراسة المسائل الأصولية منفصلة عن الفقه بصورة موضوعية ، وتنقيح المسائل الأصولية في كتب ودراسات مستقلة.