نفوذ حكمه وقوة سطوته على القلوب ، واطاعة الشعوب له مسألة تحريم التنباك التي قلبها رأسا على عقب ، فانّه بعد ما حكم وأفتى تلك الفتوى التاريخية امتلأ السلطان القاجاري ناصر الدين شاه رهبة وخوفا على حكمه وسلطانه ، فألغى المعاهدة مع بريطانيا.
كما انّ للسيد مواقف في أعلاء كلمة الدين وتعظيم الشعائر الإلهية ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولم يخلف السيد الشيرازي من التصنيف والتأليف مع غزارة علمه وكثرة تحقيقاته ، وقد سأل عن سبب ذلك؟ أجاب انّه بعد كتابي الرسائل والمكاسب للشيخ الأنصاري لا ينبغي أن اكتب شيئا في الفقه والأصول. لكن له تقريرات لدروسه التي كان يلقيها على تلامذته ذكر قسم منها في مقدمة كتاب المكاسب / ١٤١.
فكان أكثر اشتغاله العلمي بتدريس الطلاب وتربية التلاميذ ، بجانب مرجعيته العظمى ، فلم تترك له فرصة وفراغ للتأليف ومع ذلك له رسائل وحواشي وتقريرات ما أفاده أستاذه العلامة الأنصاري.
توفي عام (١٣١٢) وحمل على الأعناق من سامراء الى النجف الأشرف ودفن بمقبرة خاصة له في جنب الصحن الشريف.
٢ ـ مرزا أبو القاسم كلانتر النوري الطهراني :
ولد في طهران عام (١٢٣٦) ونشأ بها ، وتعلّم القراءة ومقدمات العلوم ، ثمّ توجّه الى اصفهان فقرأ الفقه والأصول فيها ، بعد ذلك توجه الى النجف الأشرف وحضر بحث العلامة الأنصاري ، ولازم أبحاثه العلمية حتى أصبح من أعلام تلامذته ومشاهير مقرري أبحاثه.
غادر العراق الى بلدة طهران ، وحلّ بها عام (١٢٧٧) ، وأصبح فيها من أكبر المدرسين ، وكان يحضر معهد درسه الأفاضل من الطلاب ، ويلقي اليهم ممّا تلقّاه من أستاذه العظيم الأنصاري.
وألّف كتاب «مطارح الأنظار» في تقريرات أبحاث أستاذه الأصولية ، استوعب