المطهّر (٦٤٨ ـ ٧٢٦) ، كما انّه درس عند المحقق الطوسي الفلسفة والرياضيات.
وقد قدّر للعلامة بفضل مقدرته العلمية أن يساهم مساهمة فعّالة في تطوير مناهج الفقه والأصول وتوسيع دراستها ، كما انّه ساهم في تبليغ المذهب والذبّ عنه ، ومحاربة المعادين والوقوف أمامهم ، ودحض شبهاتهم في مختلف الجهات ، وبالأخص الدفاع عن أهل بيت الرسالة «ع» ، فهو من النجوم الوضّاءة في سماء العلم والتحقيق في تاريخ الفكر الجعفري ، وتربّى في مدرسته ولده فخر المحققين ، والشهيد الأول وغيرهم من العلماء.
ملامح مدرسة الحلّة :
من ملامح مدرسة الحلة اخراج الموسوعات العلمية والكتب المفيدة كشرائع المحقق ذلك التنظيم الرائع لأبواب الفقه ، فصار المعوّل في التأليف ومشى على طبقه الفقهاء من ذلك العصر الى هذا الزمان ، ومن التراث الذي انتجته للمدارس العلمية الامامية موسوعة العلامة في الفقه وهي «التذكرة» فهي تعدّ في مقدّم الموسوعات الفقهية من نوعها في تاريخ الفقه الشيعي من حيث السعة والمقارنة وتطوّر مناهج البحث ، فقد حاول العلامة في موسوعته أن يجمع آراء مختلف المذاهب الاسلامية ، ومناقشتها بصورة لم يسبقه أحد في الدراسات المقارنة الأخرى.
مدرسة المشهد الرضوي في خراسان :
انّ قداسة أرض طوس حيث تحتضن بتربتها الامام الثامن علي بن موسى الرضا «ع» ، لها التأثير التام في أن يتكوّن حول مرقد هذا الامام مدرسة تزدهر بالعلماء والطلّاب الوافدين إليها.
فكانت مدرسة المشهد الرضوي ولا تزال من احدى المعاهد الشيعية ، والتي تتبلور فيها الحركة العلمية والثقافية ، كما انّها كانت في طول تاريخها لا تخلو من وجود شخصيات كبيرة من العلماء والمراجع فيها.