مراجع الشيعة.
وبعد غزو العراق على يد القوات البريطانية والاستيلاء عليها أرادوا فتح مجلس نيابي وتعيين وزراء للحكم ، كما عارض وزميله ومعاصره أبو الحسن الاصفهاني لهذه الخطة الاستعمارية ، مهاجرا من العراق استنكارا لتدخل الانگليز في شئون البلد الاسلامي العراقي.
فغادرا البلاد واستقبلهما الشعب الايراني بكلّ اجلال وإكبار ، وأقاما في بلدة قم الى أن أتيحت لهما فرصة العودة الى العراق.
وبعد عودتهما الى النجف الأشرف فكان هو وزميله السيد أبو الحسن الاصفهاني يتزعّما مرجعية الشيعة.
فكان يمارس شيخنا تدريس الفقه والأصول ، واشتهر في علم الأصول حتى عدّ مجددا لهذا العلم ومضاهيا للآخوند الخراساني ، وكان يحضر مجلس درسه الفضلاء الذين أصبحوا بعده قادة الحركة العلمية والفكرية والمدرسين في النجف وقم وغيرها من المعاهد العلمية.
وطبع تلامذته تقريرات أبحاثه الأصولية باسم فوائد الأصول وأجود التقريرات ، توفي عام (١٣٥٥) ودفن في الصحن الشريف بجوار مولانا أمير المؤمنين علي «ع» (١).
آغا ضياء العراقي :
ضياء الدين بن محمد العراقي النجفي ، من أكبر علماء العصر الأخير ، ولد في سلطان آباد العراق بسنة (١٢٧٨) ، وقرأ مقدمات العلوم هناك ، ثمّ هاجر الى النجف الأشرف ، وحضر بحث السيد محمد الفشاركي وبحث ميرزا حسين الخليلي النجفي ، والآخوند الخراساني ، وسيد كاظم اليزدي وشيخ الشريعة الاصفهاني.
عرف منذ أوائل أمره بالذكاء المفرط والنبوغ المبكر ، اشتغل بالتدريس فالتفّ حوله كثير من طلّاب العلم لحسن إلقائه الدروس وعذوبة منطقه.
__________________
(١) ترجم في نقباء البشر / ٥٩٣ ـ ٥٩٦.