الاجتهاد في عصر الأئمة «ع» :
إنّ أكثر الباحثين تصوّروا : انّ الاجتهاد الذي هو عبارة عن التفريع ورد الفروع على الأصول ، ومعنى ذلك انّ الفقيه يستنبط حكما فرعيا من قاعدة عامة (أصل من أصول الفقه) فمثلا انّ المجتهد الذي يقول باعتبار حجيّة خبر الثقة أصلا من أصول الفقه من جهة ومن جهة أخرى ورد خبر الثقة ناصا على انّ البسملة جزء من كلّ سورة ، فعلى هذا المجتهد في مثل هذه الحال ان يعتبر البسملة جزءا من كلّ سورة بناء على الأصل الذي اعتبره.
إنّ هؤلاء الباحثين تصوّروا بأنّ الاجتهاد بهذا المعنى أمر حادث لم يكن في عصر الأئمة «ع» ، وانّ عملية الاجتهاد عند الشيعة قد وجدت بعد انقضاء عصر الأئمة «ع».
وإنّ عملية الاجتهاد كانت ثابتة حتى في عهد الرسول عند أهل السنة ، فكان الصحابة عند الحاجة يجتهدون في عصر الرسول.
قال المحقق الشيخ آغا بزرك الطهراني : بل ذكر في بعض التواريخ وجزم به المقريزي : «انّ العشرة المبشّرة كانوا يجتهدون ، ويفتون في حياة النبي «ص» ...
وعلى كلّ حال فلا شبهة في أنّ الأصحاب صاروا مرجعا للأحكام الدينية بعد وفاته ونفروا الى أطراف البلاد الاسلامية ، ونزلوا بها لتعليم القرآن والأحكام.