الشهيد الثاني :
كانت آراء وأفكار مدرسة الحلة تتناقل من تلامذة العلامة الى تلامذة تلامذته ، الى أن وصل دور الشهيد الثاني ، هذا العبقري الذي أعطى للعلم وللمدرسة الشيعية طابعا جديدا ، وخدم بدوره الجبّار خدمة عظيمة وهو الشهيد السعيد زين الدين بن علي الجبعي الشامي.
ولد شيخنا الشهيد في بيت العلم والفضل سنة (٩١١) ومنذ صباه ظهرت منه علائم الذكاء والنبوغ ، اشتغل على والده بقراءة فنون الأدب العربي ، والفقه ، وكان والده عالما جليلا من علماء جبل عامل ؛ ثمّ ذهب شيخنا الشهيد الى بلدة ميس لتكميل دراسته ، فحضر هناك على الشيخ علي بن عبد العالي الكركي من سنة ٩٢٥ الى سنة ٩٣٣ ؛ ثمّ بدا للشهيد أن يترك ميس الى كرك نوح حيث كان يحل فيها الشيخ علي الميسي ، وكان في تلك الأيام يعد من الأفاضل.
«قال ابن العودي : أخبرني ـ قدس الله سرّه وكان في منزلي بجزين متخفيا من الأعداء ليلة الاثنين ١١ صفر سنة ٩٥٦ ـ ان ابتداء أمره في الاجتهاد كان سنة ٩٤٤ ، وان ظهور اجتهاده وشهرته كان في سنة ٩٤٨ ، فيكون عمره لما اجتهد ٣٣ سنة» (١).
بعض آثار الشهيد العلمية :
الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية.
شرح مزجى استدلالي مع اختصار وايجاز شامل ، ومستوعب لجميع أبواب الفقه.
احتلّ هذا الكتاب مكانة مرموقة بين الكتب الفقهية ، فأقبل على دراسته والاعتناء بشأنه طلّاب المعاهد الشيعية عبر القرون ، ولا يزال يعدّ من الكتب الدراسية في المعاهد العلمية في عصرنا الحاضر.
__________________
(١) مقدمة اللمعة / ١٦٣.