تأسيسها في القرن الأخير الى هذا اليوم ، كما تخرج منها الخطباء والوعّاظ والكتّاب ، وفيها مراكز ومؤسسات كبيرة ذات امكانيات واسعة ، لنشر الكتب وطبعها ، كما انّ هذه الجامعة ترسل المبلّغين والوعّاظ الى بلدان ايران وغيرها لنشر الأحكام وتبليغ الاسلام.
اضافة الى ذلك أصدرت هذه الجامعة الكتب العلمية المتنوعة في مختلف المجالات الاسلامية والموسوعات العلمية في الفقه والأصول ، والفلسفة والكلام ، والتفسير والحديث ، والأدب والتاريخ ، وعلم الرجال والدراية ، والعلوم الاجتماعية والأخلاقية ، كما انّه تصدر المجلات الشهرية الى جميع البلدان داخل ايران وخارجه.
قم في العصر الحديث :
وتحوّلت مدينة قم العلمية في العصر الأخير الى مركز قيادي وعلمي. وطالبت الحكومة بسنّ القوانين الاسلامية ، وإلغاء المعاهدات الاستعمارية فلم تجبها السلطات الى مطالبها ، فكان ذلك بداية للثورة الاسلامية في ايران بقيادة علماء الدين وفي طليعتهم الإمام الخميني (١) فبثّ روح الدعوة لإحياء القوانين الاسلامية في أجواء الملأ العلمي في جامعة قم وسرى منها الى سائر المعاهد الدينية والبلدان الاسلامية ، فوقف هذا القائد والمرجع العظيم أمام الحكومة فعارضته بقساوة وشدّة حتى انها لجأت الى ضرب الشعب الذي ينادي بحقوقه الاسلامية وقتلهم وسجن الكثير من العلماء والأهالي المؤمنين ، وفي هذه الأثناء ألقى الإمام القائد خطبا تاريخية ونشر المنشورات في توعية الشعب وافشاء المؤامرات المتخذة من قبل البلاط الملكي ، والحكومة التابعة للأجانب ، فعندها ثار الشعب أمام السلطة الجائرة ، وقتلت الآلاف من الأبرياء ، وعندها قبض على إمام الأمة ، وسجن مدة في طهران بعيدا عن الشعب ، ولكن المواطنين المؤمنين بقيادة العلماء ورجال الدين ، والضغط والاستنكار العالمي أوجبت اطلاق سراح القائد ورجوعه الى قم.
__________________
(١) للامام القائد ترجمة في الذريعة ٢٢ : ١٥٢ لقد أجاد المحقق الطهراني في حق امام الأمة.