بالتدريس والتعليق والشرح (١).
الوافية :
للعلامة المولى عبد الله بن محمد البشروي التوني المتوفى سنة (١٠٧١) وقع هذا الكتاب مورد اقبال لدى العلماء فشرحه السيد الصدر القمّي ، والسيد محمد مهدي بحر العلوم ، والسيد محسن الأعرجي الكاظمي.
المبحث الثالث أهم المعاهد العلمية في المدرسة الثالثة :
مدرسة النجف الأشرف :
بعد أن حقيقت مدرسة بغداد نجاحات كبيرة ، وأصبحت المركز العلمي والقيادي للشيعة في عصر المفيد والسيد المرتضى وانتقلت الزعامة الدينية والعلمية بعد هذين العلمين الى شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، وأصبح المرجع الوحيد في مدرسة بغداد ، وكان له كرسي التدريس والزعامة للطائفة ، وكان يمارس عمله الى أن كبس على داره وأخذوا ما وجدوه من دفاتره وكرسيّه الذي كان يجلس عليه للكلام.
ولمّا رأى الشيخ الحالة هذه استقرّ رأيه على أن ينتقل من بغداد الى النجف الأشرف بجوار مرقد الامام أمير المؤمنين ، إذ هي البلدة الوحيدة في رأي الشيخ يومذاك التي تناسب انتقال المدرسة من بغداد إليها ، إذ كانت النجف الأشرف هذه البلدة المقدسة بعيدة عن الغوغاء ، والتنازع الفكري المعادي للمدرسة الشيعية ، فجاء الشيخ الى النجف ليجدد من نشاطه الاسلامي والتثقيفي ، وما زال بالنجف يمارس مهمته في زعامة الشيعة والتدريس والتأليف ، وتطوير مناهج الدراسة العلمية لمدرسة النجف الحديثة.
ومن ذلك الحين الذي وضع الطوسي الحجر الأساس لهذه المدرسة في النجف
__________________
(١) الذريعة ٦ : ١٠٦ ـ ١٠٣.