دركه ، فعزم البقاء والاستفادة ، فبقي ملازما ومقتبسا لأبحاث الشيخ الأصولية والفقهية ، مغترفا من بحار علومه.
وممّا يؤثر عنه انّه قال : ما فاتني بحث من أبحاث الشيخ منذ حضرت بحثه الى يوم تشييعه ، مع انّي كنت مستغنيا عن الحضور قبل وفاته بسبع سنين.
وبعد وفاة الشيخ انتهى أمر التدريس اليه ، فكانت حوزته تعدّ بمئات من شيوخ العلماء وأفاضل المشتغلين ، وتربّى في معهده جمّ غفير من العلماء.
كان وحيد عصره في ابتكار الأفكار الحسنة ، والتحقيقات العلمية ، وكانت له القدرة القوية لبيان المطالب المشكلة ، مع حلاوة التعبير ورشاقة البيان.
ابتعد عن المرجعية والتزم بالدراسة للطلّاب ، وتأليف الكتب المفيدة في بابي الفقه والأصول ، ولأجل ذلك ترك لطلاب العلم تراثا ثمينا وتصانيف كثيرة نافعة منها : تقريرات بحث أستاذه الأنصاري فقها وأصولا في مجلدات ، وبدائع الأصول ، وغيرها.
ولم يرض أن يقلّده أحد لكثرة تورّعه في الفتوى ، وشدة احتياطه فيها ، توفي في شهر جمادي الثانية عام (١٣١٢) (١).
٤ ـ محمد حسن الآشتياني :
محمد حسن بن جعفر الآشتياني الطهراني ، عالم كبير ورئيس جليل وأشهر مشاهير علماء طهران وأعلمهم في عصره.
ولد في آشتيان حدود عام (١٢٤٨) ، ونشأ بها فتعلّم القراءة والكتابة ، ثمّ هاجر الى بروجرد وعمره (١٣) عاما وكانت يومذاك دار العلم ، وبقي فيها أربع سنين وتعلّم الفقه والأصول.
ثمّ توجّه الى النجف الأشرف وحضر هناك مجلس درس العلامة الأنصاري ، واختصّ به حتى عدّ من أجلاء تلاميذه ، وكان يقرر أبحاث الشيخ الأنصاري في حياته.
__________________
(١) ترجم في نقباء البشر القسم الأول / ٣٥٧ ـ ٣٥٨.