كلام السيد الصدر :
بعد ما اثبتنا بالأدلة السالفة انّ الاجتهاد كان موجودا في عصر المعصومين «ع» ولم يكن أمرا حادثا بعد ذلك ، نحب أن نشير الى الزعم القائل بأنّ الشيعة متأخرين عن غيرهم في علم الأصول ، وانّ العامة سبقتهم بذلك ، ولا نريد أن نطيل في الردّ على هذا الزعم ، بل نكتفي بما أورده سماحة العلامة أبو محمد السيد حسن الصدر حيث يقول : أوّل من أسّس أصول الفقه هو :
الامام أبو جعفر الباقر للعلوم عليهالسلام ، ثمّ بعده ابنه الامام أبو عبد الله الصادق ، وقد أمليا على أصحابهما قواعده ، وجمعوا من ذلك مسائل رتّبها المتأخرون على ترتيب المصنفين فيه بروايات مسندة إليهما ، متصلة الاسناد ، وكتب مسائل الفقه (١) المروية عنهما موجودة بأيدينا الى هذا الوقت بحمد الله.
منها : كتاب «أصول آل الرسول» مرتّب على ترتيب مباحث أصول الفقه الدائر بين المتأخرين ، جمعه السيد الشريف الموسوي هاشم بن زين العابدين الخوانساري الاصفهاني (رضي الله عنه) نحو عشرون ألف بيت كتابة (٢)
ومنها : الأصول الأصلية للسيد العلامة المحدّث الشبري عبد الله بن محمد الرضا الحسيني الغروي ، وهذا الكتاب من أحسن ما روي فيه أصول الفقه ، يبلغ خمسة عشر ألف بيت (٣)
__________________
(١) الظاهر انّه أراد مسائل أصول الفقه فعليه يكون هنا سقط.
(٢) «أصول آل الرسول» «ص» في استخراج أبواب الفقه من روايات أهل البيت «ع» لشيخ مشايخنا السيد مرزا محمد هاشم بن مرزا زين العابدين الموسوي الخوانساري المتوفى سنة (١٣١٨) ، جمع فيه الأحاديث المأثورة عنهم «ع» في قواعد الفقه والأحكام ، ورتّبها على مباحث أصول الفقه ، قال في اجازته لشيخنا الشهير بشيخ الشريعة : قد جمعت فيه أزيد من أربعة آلاف حديث ممّا يتعلّق بأصول الفقه مع بيان وجه دلالتها على المفصود. الذريعة ٢ : ١٧٧. وكانت ولادة المؤلّف (١٢٣٥) كما جاء في «أحسن الوديعة» ١ : ١٤١.
(٣) جمع فيه المهمّات من المسائل الأصولية المنصوصة في الآيات والروايات ، فمن الآيات مائة وأربع وثلاثون آية ، ومن الروايات ألف وتسع مائة وثلاثة أحاديث ، وتوفي المؤلف عام (١٢٤٢) الذريعة ٢ : ١٧٨.