مروّجو مدرسة الأنصاري :
الغرض من انعقاد هذا الفصل ذكر أفراد كان لهم السهم الأوفى في تبسيط أفكار الشيخ الأنصاري وترويج مبانيه العلمية في مجالي الفقه والأصول في المعاهد الدينية وبالأخص النجف الأشرف ، حيث قدّر لهم أن يعقدوا مجالس الدرس ، وان يلتفّ حولهم الطلبة للتعليم ، ولأجل نبوغهم العلمي وطريقتهم التحقيقية تمكّنوا من تربية علماء ومحققين ، حتى انّ تلامذتهم صاروا أصحاب معاهد وحوزات يربو عددهم على المئات فكان في مقدمتهم :
الميرزا حسين النائيني :
محمد حسين بن عبد الرحيم النائيني النجفي من أعاظم علماء الشيعة ومحقّقيهم ، ولد في بلدة نائين عام (١٢٧٧) ، ونشأ بها وتعلّم مبادئ العلوم والمقدمات ، ثمّ هاجر الى اصفهان ، وقرأ الفقه والأصول لدى أعلامها.
كما انّه أخذ الفلسفة الشرقية من معلم الفلسفة الحكيم الشهير جهانگير القشقائي ، وفي عام (١٣٠٣) هاجر الى العراق ونزل سامراء ، وكان يحضر درس السيد محمد الفشاركي وسيد اسماعيل الصدر ، والمجدد الشيرازي ، الى عام (١٣١٤) جاء الى النجف الأشرف وتصاحب مع الآخوند الخراساني وصار من أعوانه وزملائه في مهام الأمور السياسية والاجتماعية والدينية ، كما انّه صار أحد أعضاء جلسة استفتاء الآخوند.
واشترك مع الآخوند في تبديل الحكومة الاستبدادية الى الدستورية ، وألّف رسالة «تنبيه الأمة وتنزيه الملة» في الدعوة الى تشكيل الحكومة الدستورية والنظام القائم على أسس اسلامية ، وقد كتب الآخوند مقدمة لهذا الكتاب.
فكان في عهد الآخوند يعدّ من العلماء المبرزين ، وبعد وفاة الآخوند عام (١٣٢٩) أخذ يعلو أمره ويتّسع مجلس تدريسه ، وبعد وفاة شيخ الشريعة الاصفهاني أصبح من