ذلك ببحوث مستقلة.
الحاشية :
وهي ما يكتب في أطراف الكتب من الزيادات والإلحاقات والشروح ، والحاشية : من الحشو ، بمعنى الزائد ، أو من الحاشية ، بمعنى الطرف ، من باب تسمية الحال باسم المحل.
ويرجع تاريخ كتابة الحواشي والتعليق على الكتب في الثقافة الاسلامية الى عهد انتشار الكتب نفسها.
فانّ من قرأ شيئا من العلوم وكان عارفا بالكتابة لم يفته هذا النوع من التأليف ، لأن ابداء الرأي أمر طبيعي لكلّ فرد يمكنه ذلك.
لقد كانت كتابة الحواشي والتعليقات قبل القرن العاشر تنحصر لكشف بعض الغوامض والمشكلات من المسائل العلمية والأدبية ، وشرح بعض العبارات المعقّدة ، وتمتاز عن الحواشي بعد هذا التاريخ بكونها أوضح من المتون التي علّقت عليها للتوضيح.
وامّا في العهد الصفوي والقاجاري فنرى الحواشي والتعليقات على الكتب قد ازدادت عددا ، وزادت عباراتها اغلاقا وتعقيدا ، وكلّما نتقدّم في هذا العصر نرى هذا الأثر يشتدّ ويتّضح أكثر من قبل.
ثمّ انّه قد تدوّن الحاشية وتكتب مستقلة خارج الكتاب المحشّى عليه ، وقد تبقى على حالها في الهامش ، وليس كلّ ما لم يدوّن غير مفيد ولا قابل للذكر في عداد التصانيف ، كما انّه ليس كلّ ما دوّن فهو مفيد (١).
__________________
(١) الذريعة ٦ : ٧ ـ ٨.