المبحث الثالث أهم المعاهد العلمية في هذه المدرسة :
مدرسة كربلاء :
ازدهرت مدرسة كربلاء في عصر الوحيد البهبهاني بالفقهاء والنوابغ ، فكانت هذه المدرسة بفضل مواقف المؤسس الأكبر الوحيد البهبهاني واحيائه للفكر العلمي وبثّ الحركة فيها ، من المدارس الكبيرة في تاريخ العلوم الاسلامية والشيعية ، فأصبحت إحدى المدن العلمية الشيعية الشهيرة ، تضاهي في ذلك العصر مدرسة النجف الأشرف في تقدّمها العلمي ، وسيرها الدراسي ، فكان رائد الحركة فيها رجل كالوحيد البهبهاني ، والشيخ يوسف البحراني ، وصاحب الرياض ، وصاحب الضوابط ، والسيد المجاهد ، وشريف العلماء ، والشيخ محمد حسين الاصفهاني ، وأمثال هؤلاء الأساطين الذين ازدهر بهم الدهر.
انتجت هذه المدرسة للتراث الامامي الشيء الكثير كموسوعة «الحدائق الناظرة» وكتاب رياض المسائل وعشرات الكتب الأخرى.
كما انّه تخرّج من هذه المدرسة المفكّرين والقادة في العلوم الاسلامية ، وانّ مثل الشيخ المرتضى الأنصاري قد تخرّج من مدرسة شريف العلماء في هذه البلدة الطيبة.
مدرسة اصفهان :
المدرسة العلمية في اصفهان عظمت منزلتها في عهد الدولة الصفوية ، ففي هذا العصر أصبحت مدرسة اصفهان مركزا ثقافيا وعلميا ، لم يسبق له نظير في تاريخها.
فصارت مدرسة اصفهان معهدا عظيما ، وكان لها الدور الخاص في بسط المذهب الامامي في القطر الايراني ، وكانت ملجأ لجميع العلماء في الأقطار الأخرى ، فكما كانت عاصمة للدولة أيضا كانت العاصمة للفكر الامامي.
كما نرى في هذا العصر قد توجّه اليها علماء جبل عامل كالشيخ البهائي ، والمحقق