جديد ... (١).
وبعد أن مارس المحقق البهبهاني جهده ، وأسّس مدرسته العظيمة ، واستطاع أن يسهم في تطوّر علم الأصول السهم الكبير ، انتج من المصنفات قريب ستّين ما بين رسالة وكتاب ، ومنها الفوائد الحائرية ، وحاشية على المعالم.
توفى عام (١٢٨٠) وقد جاوز التسعين ، ودفن في الرواق المطهّر الحسيني «ع» قريبا ممّا يلي أرجل الشهداء (٢).
استمرّت المدرسة الرابعة تتطوّر على يد تلاميذ الوحيد البهبهاني ومن جاء بعده ، ويمكن تقسيم هذه المدرسة الى أدوار :
الدور الأوّل :
وفي هذا الدور تجلّى تطوّر علم الأصول على يد تلاميذ الوحيد البهبهاني مؤسس المدرسة الرابعة وهم :
١ ـ السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي.
السيد مهدي بن مرتضى الطباطبائي النجفي ، ولد في بلدة كربلاء عام (١١٥٥) ، اشتغل برهة على والده ثمّ على الوحيد البهبهاني ، ورجع الى النجف الأشرف وأقام بها ، وبعد وفاة أستاذه الوحيد أصبح امام أئمة العراق ومرجع الطائفة ، وله كرامات ومآثر تدل على عظمته وجلالة قدره ، ناظر أحد علماء اليهود في بلدة «ذو الكفل» وأفحمه ، وقضيته مشهورة ، وفي كتب الرجال مسطورة.
تخرج في مدرسته جمع كثير من أجلة علماء الطائفة كالمحقق النراقي ، والفاضل الكرباسي مؤلف كتاب الاشارات.
وصنّف القواعد الأصولية ، على غرار الفوائد الحائرية لأستاذه الوحيد البهبهاني ، وشرح الوافية للفاضل التوني في أصول الفقه.
__________________
(١) المعالم الجديدة / ٨٥ ـ ٨٦.
(٢) ترجم في روضات الجنات ٢ : ٩٤.