مدرسة الكوفة :
بعد ما كانت المدينة المنورة جامعة أهل البيت ، ففي اخريات حياة الامام الصادق «ع» انتقلت هذه المدرسة الى الكوفة.
فاتخذت الكوفة فكرة الاجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية ، وأصبحت هذه البلدة والمدرسة المتكونة فيها أساسا لبناء التراث الفكري الشيعي.
فبعد ما تكلّلت جهود الإمامين الباقر والصادق «ع» بالنجاح حين كوّنوا طبقة نيّرة من فقهاء الشيعة في المدينة المنورة ، وكان لتلك الصحابة وبخاصة الكوفيين منهم أثر كبير في استنباط الأحكام وفي ترسيخ فكرة الاجتهاد بين الفقهاء ، كما انّ الاجتهاد أصبح من ذلك العهد من أشهر مميّزات الشيعة.
وكان من بين أصحاب الامام الصادق «ع» من فقهاء الشيعة ك «ابان بن تغلب بن رباح الكوفي» نزيل كندة ، روى عنه «ع» (٣٠٠٠٠) حديثا ، ومنهم محمد بن مسلم الكوفي روى عن الباقر (٤٠٠٠٠) حديثا.
وقد صنّف الحافظ أبو العبّاس بن عقدة الهمداني الكوفي المتوفى سنة (٣٣٣) كتابا في أسماء الرجال الذين رووا الحديث عن الامام الصادق «ع» ، فذكر ترجمة (٤٠٠٠٠) رجل (١).
بالاضافة الى خروج الفقهاء والمحدثين من الكوفة وجود البيوتات العلمية الكوفية في هذه البلدة ، التي عرفت بانتسابها الى الامام الصادق «ع» ، واشتهرت بالفقه والحديث ك «بيت آل أعين» وبيت آل حيّان التغلبي ، وبيت عطية ، وبيت بني دراج وغيرهم من البيوتات العلمية الكوفية ، التي عرفت بالتشيّع واشتهرت بالفقه والحديث (٢).
__________________
(١) تاريخ الكوفة للبراقي / ٤٠٨.
(٢) تاريخ الكوفة للبراقي / ٣٩٦ ـ ٤٠٧.