بالية ، وكانت تشتمل على مئات الكتب لأصحاب الإمامين الصادق والباقر «ع».
ثمّ أسرد كلاما في تأييد وجود قسما من تلك الأصول والكتب مع ذلك الاضطهاد فقال :
ويظهر من سرائر محمد بن ادريس العجلي المتأخر عن الشيخ الطوسي انّه كان يحتفظ ببعض تلك المؤلفات ، وانّه في السرائر أخذ منها بلا واسطة حيث قال : فمن ذلك ما أورده موسى بن بكير الواسطي في كتابه عن حمران بن أعين الشيباني ، وبعد أن أورد جملة من الكتاب المذكور قال : ومن ذلك ما استطرفناه من كتاب معاوية بن عمار ، وقد أخذ منه بعض الأحاديث في أحكام الحج والصلاة ، ثمّ قال : ومن ذلك ما استطرفناه من كتاب أحمد بن محمد أبي نصر البزنطي ، كما أخذ من كتاب لأبان بن تغلب ، ومن كتاب لجميل بن دراج ، وللسياري ، وللبزنطي ، ولحريز بن عبد الله السجستاني ، وللحسن بن محبوب السراد ، ولعبد الله بن بكير وغيرهم ...
ويظهر من الشهيد في الذكرى ، والكفعمي في مصباحه انّ بعض تلك المؤلفات التي تركها أصحاب الأئمة «ع» كانت عندهما ، كما نصّ على ذلك الحرّ العاملي في الفائدة السادسة التي ألحقها في المجلد الثالث من الوسائل الطبعة القديمة ... (١)
ومن ملامح مدرسة الامام الصادق «ع» الطابع الخاص بها والذي تمتاز به من سائر المدارس للمذاهب الأخرى ألا وهو استقلالها الروحي وعدم خضوعها للنظام الحاكم وللسلطات الموجودة ، وبذلك لم يكن لهم طريق في التدخل في شئون مدرسته ، ولا تزال هذه الميزة باقية ومحفوظة في كل المدارس الشيعية ، ولأجل ذلك ترى انّ هذه المعاهد وزعماءها في طول التاريخ وقفوا أمام السلطات الفاسدة ، ولم يتنازلوا لهم ، وكانت هذه الميزة سببا لبقاء هذه المدرسة واحتفاظها بطابعها الخاص بها.
__________________
(١) سيرة الأئمة الاثنى عشر ق ٢ / ٢٥٥ ـ ٢٥٧.