وفي عدد رواد العلم والرواة في عصر الصادقين يقول الأستاذ معروف :
وبلغ عدد المنتمين إليها أربعة آلاف كما احصاهم أبو العباس أحمد بن عقدة المتوفى سنة (٢٣٠) في كتاب مستقل ، وأيّده الشيخ نجم الدين في المعتبر ، وأدرك منهم الحسن بن علي الوشاء وكان من أصحاب الرضا «ع» تسعمائة شيخ كانوا يجتمعون في مسجد الكوفة يحدّثون عن جعفر بن محمد ويتدارسون فقهه ، وذلك بعد أكثر من عشرين عاما مضت على وفاة الامام الصادق «ع» ...
وقال المحقق في المعتبر : انّ الذين برزوا من تلامذته ألّفوا من أحاديثه وأجوبة مسائله أربعمائة كتاب عرفت بعد عصره ب «الأصول» ، وقد اعتمدها المحمّدون الثلاثة الكليني والصدوق والطوسي في كتبهم الأربعة الكافي ومن لا يحضره الفقيه والتهذيب والاستبصار.
كما تنص المؤلفات الشيعية في أحوال الرجال انّ أصحاب الامامين الباقر والصادق «ع» قد ألّفوا في مختلف المواضيع أكثر من أربعة آلاف كتاب ، ولو افترضنا انّ هذا العدد مبالغ فيه وليس ذلك ببعيد ، فممّا لا شك فيه بأنّهم تركوا بالاضافة الى الأصول الأربعمائة مئات الكتب في الحديث والفقه وغيرهما من المواضيع الاسلامية ، كما يرشد الى ذلك تأكيد الامام الصادق «ع» بكتابة ما كان يلقيه عليهم خوفا من النسيان والزيادة والنقصان ...
وهنا يرتسم سؤالا في الذهن وهو ان صحّ ذلك فأين هذا التراث؟ يجيب عن هذا السؤال قائلا :
امّا أين ذهبت تلك المؤلفات الشيعية؟ فالتاريخ قد أهمل مصيرها كما أهمله المؤلفون في أحوال الرجال وآثارهم ، وبلا شك فلقد بقي الكثير منها الى القرنين الرابع والخامس ، واعتمد عليها أصحاب الكتب الأربعة في مجاميعهم كما ذكرنا.
وقد أتلف أكثرها السلاجقة والتتر والأيّوبيّون وغيرهم من الغزاة في جملة ما أتلفوه من مكتبة الوزير سابور ، ومكتبة الطوسي في بغداد ، ومكتبة القصر الفاطمي في القاهرة ، هذا بالاضافة الى ما تلف من مكتبة محمد بن عمير التي دفنها في التراب خوفا من الرشيد ، وكان قد حبسه الرشيد وصادر جميع أمواله ، ولمّا خرج من سجنه وجدها