دون أن يذكروها بألفاظهم وآرائهم ، وفيما سبق عن ذلك كانوا يفتون في المسألة بذكر الرواية باسنادها.
وأمّا في العصر الحاضر فتذكر الفتوى بلفظ رأي المجتهد.
ونذكر لك موجزا من عملية الافتاء لأصحابنا في الصدر الأوّل فنقول :
الفتوى في الصدر الأول :
انّ عملية الفتوى بالحكم الشرعي قد تطوّرت عند الطائفة الجعفرية ، فقد كان أصحاب الأئمة ورواة الحديث عنهم يفتون الناس بنقل نصّ الحديث لمن يستفتيهم ، مثل زرارة بن أعين ، ويونس بن عبد الرحمن ، ومحمد بن مسلم ، وأبي بصير ، وابان بن تغلب ، وجميل بن الدراج ، ومحمد بن أبي عمير ، والحسن بن علي بن فضال ، وصفوان بن يحيى وغيرهم من أصحابنا الامامية. ثمّ جاء دور تطوّر الفتوى ، فأخذوا يفتون بنص الرواية من دون ذكر السند ، ثمّ تطوّرت فأخذوا يفتون بما أدّى إليه اجتهادهم في حكم الواقعة الشرعية ، بتعابيرهم الخاصة.
ثانيا طريقة الاستنباط عند أصحابنا الأخباريين :
بعد ما عرفت كيفية عملية الاستنباط عند الأصوليين نعرض فيما يلي طريقة أصحابنا «الأخباريين» فنقول :
انّ هذه الجماعة لعدم عملهم بالأدلة الأربعة وانحصار عملهم بأصل واحد وهو الاخبار يسمون ب «الاخباريين» وبعض منهم جوّز العمل بالكتاب أيضا.
فهذه الجماعة لم تعمل بالأصول الأربعة بأجمعها ، وطريقتهم في معرفة الأحكام ، وعملية الاستنباط هي الرجوع الى الأخبار المروية في الكتب الأربعة ، ولم يرجعوا الى الاجماع والعقل ، بل وعند الكثير منهم عدم حجية الكتاب لاختصاص فهمه بمن نزل عليهم ، وهم الرسول والأئمة «ع» فالمدار في العمل هي الأخبار المودعة في الكتب الأربعة : الكافي ، ومن لا يحضره الفقيه ، والتهذيب والاستبصار ، وغيرها من الكتب المعتبرة ، باعتبار انّ البيان للأحكام قد كمل بواسطة تلك الروايات ، ولذا غاب الامام