وكانت مصنّفات السيد تبلغ ثمانين كتابا ورسالة.
ومارس السيد طيلة حياته التي عاشها ـ وبلغت الثمانين ـ في التأليف وانجاز المشاريع الكبيرة ، وكان بجانب ذلك مرجعا يلجأ اليه في الأمور السياسية والاجتماعية.
وتصدى لغسله ودفنه جماعة من تلاميذه منهم :
«أحمد بن الحسين النجاشي» صاحب الرجال المعروف.
والشريف «أبو يعلي محمد بن الحسن الجعفري».
و «سلّار بن عبد العزيز» ، وصلّى عليه في داره ابنه في محلة الكرخ ، ودفن من ليلته ، وله قبر يزار ويتبرّك به بجوار حرم جدّه الامام موسى بن جعفر «ع».
ومن المسائل التي عرفت عن السيد ، واشتهر بها ذهابه الى عدم جواز التعبّد بخبر الواحد شرعا ، وإن كان قد حكم العقل في جواز التعبّد بذلك.
ولأهميّة هذا البحث نذكر مذهب السيد وأدلّته التي ذكرها ، ثمّ المناقشة التي ذكرت من مخالفيه ، وكذا نذكر أدلة المجوّزين وإليك تفصيل ذلك :
السيد وعدم عمله بخبر الواحد :
قال : الصحيح انّ العبادة وردت بذلك (أراد التعبّد بخبر الواحد). وإن كان العقل يجوّز التعبّد بذلك وغير محيل له ....
والذي يدلّ على صحة ما ذهبنا اليه انّه لا خلاف بيننا وبين محصلي مخالفينا في هذه المسألة انّ العبادة بقبول خبر الواحد والعمل به طريقة الشرع والمصالح ، فجرى مجرى سائر العبادات الشرعية في اتباع المصلحة ، وانّ العقل غير دال عليه ، واذا فقدنا في أدلة الشرع ما يدلّ على وجوب العمل به علمنا انتفاء العبادة به ، كما نقول في سائر الشرعيات والعبادات الزائدة على ما أثبتناه وعلمناه .... (١)
فبنى على الأصل المسلم عنده ـ وهو : «الشك في حجية شيء يساوي القطع
__________________
(١) الذريعة للسيد المرتضى ٢ : ٥٢٨ ـ ٥٢٩.