الشيعي في التاريخ.
وممّا اختصّ به السيد وامتاز به عن غيره :
١ ـ يظهر من تصانيفه وكتبه ورسائله انّه كان استاذا ماهرا ، في علم الكلام ، والفقه ، وأصول الفقه ، والتفسير ، والفلسفة الإلهية ، والفلك ، وأنواع الأدب العربي من : اللغة ، والنحو ، والمعاني والبيان ، والشعر والعلوم المتداولة في عصره.
٢ ـ خدم المذهب الامامي خدمة كبيرة من حيث الثقافة ونشر المعارف والأفكار الشيعية في الأوساط المختلفة.
٣ ـ كانت طريقة السيد في أصول الفقه متابعة دليل العقل ، وخالف في ذلك طريقة الاشاعرة ، وكذا الظاهرية من الامامية.
٤ ـ ذهب السيد الى عدم جواز العمل بخبر الواحد في المسائل الفقهية ، كما انّه كان يستفيد في عملية الاستنباط من الأدلة الأصولية لفظية وعقلية ، ومع عمله هذا كان يخالف المحدثين والاخباريين من الشيعة.
٥ ـ كان المفيد الأستاذ الأعظم للسيد ، وكان هو المرجع الوحيد للشيعة ، وكان المفيد يجلس السيد بمكانه ، ويودّ أن يجلس كتلميذ أمام السيد تقريرا لمكانته العلمية ، وان يمهد له المجال لكي يتخلف بعده في الزعامة.
٦ ـ كان مجلس السيد محلا ومركزا ثقافيا ، ومجمعا علميا لنشر الأبحاث الكلامية والفقهية والأدبية.
لمّا زار أبو العلاء المعرّي المتوفى سنة (٤٤٩) بغداد كان يرتاد مجلس السيد وحصل بينهما كلام وهو مذكور في كتاب روضات الجنات. وكان يحضر مجلس السيد أبو اسحاق الصابي المتوفى سنة (٣٨٤). وعثمان بن جني المتوفى سنة (٣٩٢).
٧ ـ خلّف السيد ثمانين ألفا من الكتب المقروءة له ، أو من مصنّفاته ، نقل عن الثعالبي انّه من بعد توزيع واهداء قسم مهم من كتب السيد على الرؤساء والوزراء سعّر بقية كتبه بثلاثين ألف دينارا.
وكان يلقّب السيد ب «ذو الثمانين» أو «الثمانيني» لأنّه كانت له مكتبة تضمّ ثمانين ألفا من الكتب ، وكان يملك ثمانين قرية ، وكان له من العمر ثمانين سنة ،