خالفهم ... (١)
فهذه الرواية وغيرها ليست مقيدة بغير زمان الأئمة ، بل هي مطلقة تشمل حتى عصر الأئمة.
واختصاص الروايات العلاجية الواردة في مورد تعارض الأخبار لعصر غير الأئمة تحتاج الى دليل خاص ، ولم نجد ذلك ، فتبقى الروايات على اطلاقها.
ومن هنا نعلم انّ جانبا كبيرا من الاجتهاد يتوقّف على معالجة الروايات المتعارضة.
ه ـ انّ «علم الأصول» الذي يبتنى عليه الاجتهاد والاستنباط لم يكن أمرا حادثا لدى الشيعة ، فهو لم يبتكر بعد عصر الأئمة «ع» كما ذهب البعض الى ذلك ، بل انّ الأصحاب والرواة في عصر الأئمة «ع» كان لهم في علم الأصول رسائل وتأليفات في مختلف مسائل الأصول ، كما سنذكر ذلك عن السيد الصدر (رحمهالله) في الدراسة عن «أول من صنّف في علم الأصول».
الثاني في الأدلة النقلية :
أـ انّ التاريخ يشهد بأنّ الأئمة «ع» كانوا يأمرون أكابر صحابتهم وتلامذتهم الذين كانوا يعلمون الأصول ومبادئ الفقه بأن يجلسوا في المسجد ويفتون الناس ، ومن جهة أخرى كانوا يدعون الناس الى أخذ الفتيى من هؤلاء ، بعد أن وضعوا لمن يتصدّى للإفتاء شروطا معيّنة.
ونسوق فيما يلي بعض الروايات والحوادث التي تثبت ما ندعيه :
١ ـ قال الامام الصادق «ع» لأبان بن تغلب : اجلس في مسجد المدينة وافت الناس ، فانّي أحبّ أن يرى في شيعتي مثلك (٢).
٢ ـ ما رواه عبد العزيز بن المهتدي عن الامام الرضا «ع» قال : سألته فقلت : انّي
__________________
(١) الرسائل للمحقق الأنصاري / ٤٦٥.
(٢) جامع الرواة ١ : ٩.