الاجازة مذكورة في الذريعة (١).
انّ شيخنا الشهيد لم يمنعه اختلافه الفكري والعقائدي أن يخالط أرباب المذاهب الأخرى ، ويباحثهم ، ويستجيزهم في نقل أحاديث كتبهم ، ويشهد على ذلك اجازته لابن الخازن :
«وأمّا مصنّفات العامة ومرويّاتهم فانّي أروي عن نحو أربعين شيخا من علمائهم بمكة والمدينة ودار السلام بغداد ، ومصر ودمشق وبيت المقدس ، ومقام ابراهيم الخليل.
فرويت صحيح البخاري عن جماعة كثيرة بسندهم الى البخاري ، وكذا صحيح مسلم ، ومسند أبي داود ، وجامع الترمذي ، ومسند أحمد ، وموطأ مالك ، ومسند الدارقطني ، ومسند ابن ماجة ، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ابن عبد الله النيسابوري الى غير ذلك (٢) ، كما انّه سافر الى كثير من مراكزهم العلمية ، ولم يتعصّب وتمنعه الفكرة الشيعية لأن يلتقي مع علماء السنة من البلدان التي سافر إليها بغداد ومصر والقدس والحرمين ...
آثاره العلمية :
لقد خلّف الشهيد آثارا علمية تشهد على جلالة قدره ، وعلوّ منزلته كالدروس الشرعية في فقه الامامية ، واللمعة الدمشقية حيث كتبها في ستة أيّام ، ولم يحضره من المراجع والكتب الفقهية غير مختصر النافع للمحقق الحلّي ، والقواعد ، وكتاب البيان ، وغاية المراد في شرح نكت الارشاد.
ومن المؤسف جدا التعصّب بين المسلمين ، وكم كانت فدية هذه التعصبات ، ومن أجل ذلك سعى على شيخنا الشهيد واستشهد ظلما وعدوانا وذلك عام (٧٨٦) فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والتحقت روحه بالملإ الأعلى قدّس الله نفسه الطاهرة.
__________________
(١) الذريعة ١ : ٢٤٨.
(٢) مقدمة اللمعة / ٨٣.