الامارات الغير المعتبرة ، ولازم ذلك لزوم العمل على وفق جميع الأخبار المثبتة ، وجواز العلم على طبق النافي منها ، فيما إذا لم يكن في المسألة أصل مثبت له من قاعدة الاشتغال أو الاستصحاب بناء على جريانه في أطراف ما علم اجمالا بانتقاض الحالة السابقة في بعضها ، أو قيام امارة معتبرة على انتقاضها فيه ، وإلّا لاختصّ عدم جواز العمل على وفق النافي بما إذا كان على خلاف قاعدة الاشتغال ...
ثانيها : ما ذكره في الوافية مستدلا على حجية الأخبار الموجودة في الكتب المعتمدة للشيعة كالكتب الأربعة مع عمل جمع به من غير ردّ ظاهر ، وهو انّا نقطع ببقاء التكليف الى يوم القيامة ، سيّما بالأصول الضرورية كالصلاة والزكاة والصوم والحجّ والمتاجر والأنكحة ونحوها ، مع أنّ جلّ أجزائها وشرائطها وموانعها إنّما يثبت بالخبر الغير القطعي بحيث نقطع بخروج حقائق هذه الأمور عن كونها هذه الأمور عند ترك العمل بالخبر الواجب ، ومن أنكر فإنّما ينكره باللسان وقلبه مطمئن بالإيمان ... (١).
تلامذة السيد المرتضى :
تربّى على يد السيد وتعلّم من مدرسته جماعة من أكابر علماء الطائفة منهم :
١ ـ محمد بن الحسن الطوسي رئيس الطائفة بعد السيد ، وهو المهذّب للعقائد في الأصول والفروع ، وكان السيد يجري له أيّام تلمذته في كلّ شهر اثنى عشر دينارا ، وقام مقامه بعد وفاته في زعامة الطائفة الامامية ، وجدّد المذهب. وكان له كرسي الكلام في بغداد ، ولم يعط هذا المقام إلّا للمتوحد من أعلام العصر.
٢ ـ حمزة بن عبد العزيز الديلمي الملقّب ب «سلّار» المتوفى سنة (٤٦٣) ، أحد أعاظم علماء الامامية ، كان من خاصة أصحابه المعتمد عليهم في الفتوى ، عيّنه نائبا عنه في البلاد الحلبية ، كما كان ينوب عنه في التدريس.
٣ ـ القاضي «عبد العزيز بن البراج الطرابلسي» المتوفى سنة (٤٨١) ، كان وجها من وجوه الامامية وفقهائهم تولّى القضاء بطرابلس عشرين سنة.
__________________
(١) كفاية الأصول ٢ : ١٠٤ ـ ١٠٥.