بسبب كثرة من أفشاه وبيّنه ، لئلا يكون للناس على الله حجة ، بل كان له عليهم الحجة البالغة.
ومنها : آية السؤال عن أهل الذكر (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [١].
______________________________________________________
في الاستدلال على اعتبار الخبر الواحد بآية السؤال
[١] الاستدلال بآية السؤال عن أهل الذكر (١) على اعتبار خبر العدل مبني على أنّ مفادها قضية كليّة يختلف مصاديق ذلك المفاد ، فإنّه إذا كان الشخص جاهلا بنبوة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنّه هل الوعد برسالته ونبوته وارد في أخبار الأنبياء السابقين أو أنّه يمكن كون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بشرا ، أو يكون أهل الذكر علماءهم العارفين بكتب الأنبياء السابقين وأحوالهم ، كعلماء اليهود والنصارى ، والمأمور بالسؤال عوام اليهود والنصارى وحيث إنّ هذا الأمر راجع إلى الاعتقادات يكون الأمر بالسؤال عنهم لتحصيل العلم والاعتقاد بنبوة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذا إذا كان الشخص عالما بنبوة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم جاهلا بوصيّه وخليفته من بعده فأهل الذكر في هذا الأمر نفس النبي صلىاللهعليهوآله وخيار أصحابه العالمين بما سمعوا منه في قضية الخلافة من بعده ، وإذا علم الإمام المعصوم عليهالسلام وجهل الشخص قوله عليهالسلام فأهل الذكر في هذا الأمر نفس المعصوم عليهالسلام أو الرواة عنه الذين أخذوا منه عليهالسلام الحديث بلا واسطة أو معها ، فالفقيه غير راو للحديث عنه عليهالسلام ، بل مأمور بالأخذ بقول الإمام عليهالسلام عن الرواة ، فإن الراوي عنه عليهالسلام أهل الذكر بالإضافة إلى الفقيه المزبور ، كما أنّ الفقيه المزبور من أهل الذكر بالإضافة إلى العامي الذي يجهل تكاليفه وهمّه معرفته بها ليعمل على طبقه ، فالأمر بالسؤال في موارد الامور الاعتقادية لتحصيل العلم ، وفي مورد الأحاديث الأخذ بمضمونها ، وفي موارد التكاليف العمل على طبق الفتوى المأخوذة فلا بدّ في أن يكون مقتضى الآية
__________________
(١) سورة النحل : الآية ٤٣ ، وسورة الأنبياء : الآية ٧.