.................................................................................................
______________________________________________________
المباركة دليلا على حجية الخبر في مورد نقل الرواية ، وعلى حجية الفتوى في مورد الاستفتاء.
وعلى الجملة كما يكون مقتضى الآية اعتبار الفتوى بالإضافة إلى المستفتى كذلك مقتضاه اعتبار رواية الراوي بالإضافة إلى المروي إليه غايته ، كما يعتبر في المفتي بعض الامور كذلك يعتبر في الراوي عدم كونه فاسقا لما دلّ في آية النبأ على عدم اعتبار خبره ، وفيه أن مفاد الآية والأمر بالسؤال فيها على أهل الذكر لكون السؤال عنه طريقا لعرفان الحق والوصول إليه ، فلا يكون الشخص معذورا إذا ترك السؤال والفحص بأن كان عدم عرفانه الحق والوصول إليه لتركه السؤال والفحص ، ولم يظهر فيها أنّ الأمر بالسؤال لمجرّد التعبّد بالجواب خصوصا بملاحظة مورد الآية في كون السؤال في أمر اعتقادي بوجوب تحصيل العلم والعرفان به.
أضف إلى ذلك ما في ذيلها في قوله سبحانه (إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) وقد نوقش فيها أيضا بأنّ راوي الحديث بما هو راو يصدق عليه أهل الذكر ، فلا دلالة في الآية على اعتبار خبر الراوي حتى لو قيل بأن مفادها التعبّد بالجواب ، وأجاب الماتن قدسسره عن المناقشة بأنه يصدق أهل الذكر على بعض الرواة الذين هم من الفقهاء كأضراب زرارة ، وإذا دلّت الآية على اعتبار خبره في الجواب حتى فيما كان السائل عنه فقيها لكانت رواية غيره من العدول معتبرة وإن لم يكن ذلك الغير فقيها للقطع بأنه ليس كون الراوي فقيها دخيلا في اعتبار روايته ، كما لا يحتمل الفرق في اعتبار خبر العدل بين كونه المبتدأ أو المسبوق بالسؤال.
أقول : لو لم تكن لفقاهة زرارة وأضرابه دخالة في الرجوع الى روايتهم لم تعم الآية للسؤال عنهم من الرواية لظهور الآية المباركة لدخالة عنوان أهل الذكر في اعتبار