.................................................................................................
______________________________________________________
عمومها قابلية كل حيوان للتذكية فلا يكون لجريان الاستصحاب في ناحية عدمها مجال. فقد يستظهر ذلك من قوله سبحانه (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ)(١) بدعوى ان التذكية من الامور العرفية الثابت لها قيود شرعا ، فمع صدق العنوان في حيوان يحكم بحلية أكل لحمه نظير ذلك بخطاب حلّ البيع أو غيرها من العناوين العرفية التي جعلت موضوعات للأحكام الشرعية.
والحاصل أن التذكية لها معنى عرفي فيحمل عليه قوله سبحانه : (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) غاية الأمر قد ثبتت لها بعض القيود شرعا ومع صدق العنوان على ذبح حيوان يكون الإطلاق متبعا فيه.
وفيه أن التذكية في الحيوان اعتبار شرعي في الحيوان ولم يثبت أن معناها العرفي موضوع للحكم بالحلية مع قوله سبحانه (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) استثناء عما نهى قبل ذلك من (الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ ،)(٢) والظاهر أنه بيان للسبب الذي يجوز معه أكل الحيوان المحلل أكله نظير قوله سبحانه : (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ ،)(٣) وقوله : (فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ)(٤) لا في مقام بيان تمييز الحيوانات التي يحل أكل لحمها بعد التذكية والتي لا يحل أكلها ولو بعد التذكية.
في الشك في تذكية الحيوان
والثالثة : نعم يمكن استظهار قابلية كل حيوان ذي جلد للتذكية من بعض
__________________
(١) سورة المائدة : الآية ٣.
(٢) سورة المائدة : الآية ٣.
(٣) سورة الأنعام : الآية ١١٨.
(٤) سورة المائدة : الآية ٤.