لايقدرعلى إجرائه أحد غيرك فأجره ، قال : فجرى النيل جرياً لم يجر مثله ، فأتاهم فقال لهم : إنّي قد أجريت لكم النيل ، فخرّوا له سُجّداً وعرض له جبرئيل فقال : «أيّها الملك ، أعنّي على عبد لي. قال : فما قصّته؟ قال : إنّ عبداً لي ملّكْته على عبيدي ، وخوّلته مفاتيحي ، فعاداني وأحبّ من عاداني ، وعادى من أحببت ، قال : بئس العبد عبدك ، لو كان لي عليه سبيل لأغرقته في بحر القلزم ، قال : أيّها الملك اكتب لي بذلك كتاباً ، فدعا بكتاب ودواة ، فكتب : ما جزاء العبد الذي يخالف سيّده؟ فأحبّ من عادى وعادى من أحبّ ، إلاّ أن يُغرق في بحر القلزم ، قال : أيّها (١) الملك اختمه لي ، قال : فختمه ، ثمّ دفعه إليه ، فلمّا كان يوم البحر أتاه جبرئيل بالكتاب ، فقال له : خذ هذاما استحققت به على نفسك ، أو هذا ما حكمت به على نفسك» (٢) .
[ ٩٧ / ٢ ] حدّثنا عبدالواحد محمّد بن عبدوس النيسابوري العطّار رضياللهعنه ، قال : حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، قال : حدّثنا (٣) إبراهيم بن محمّد الهمداني (٤) ، قال : قلت لأبي الحسن علي ابن موسى الرضا عليهالسلام : لأيّ علّة أغرق الله عزوجل فرعون وقد آمن به وأقرّ
__________________
(١) في «ج ، ش ، ن» : يا أيّها.
(٢) أورده البيهقي في شعب الإيمان ٤ : ١١٣ / ٤٥٦٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ١٣ : ١٣٢ / ٣٧.
(٣) في «ع ، ح ، ن ، ش» وحاشية «س» : حدّثني.
(٤) في «ع ، ح» : علي بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، والصحيح ما في المتن. اُنظررجال النجاشي : ٣٤٤ / ٩٢٨ ، خلاصة الأقوال : ١٩٠ / ٧٤ ، نقد الرجال ١ : ٨٥ / ١٣٤ ، معجم رجال الحديث ١٢ : ٢١٠ / ٧٨٢٦.