( كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم ) (١) » (٢) .
[ ١٨٥ / ٦ ] حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفرالحميري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابنا يرفعه قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : «عرفان المرء نفسه أن يعرفها بأربع طبائع وأربع دعائم وأربعة أركان ، وطبائعه (٣) : الدم والمرّة والريح والبلغم ، ودعائمه (٤) : العقل ، ومن العقل : الفطنة والفهم والحفظ والعلم ، وأركانه : النور والنّار والروح والماء ، فأبصر وسمع وعقل بالنور وأكل وشرب بالنار وجامع وتحرّك بالروح ، ووجد طعم الذوق والطعم بالماء ، فهذاتأسيس صورته ، فإذا كان عالماً حافظاً ذكيّاً فطناً فهماً عرف فيما هو ومن أين تأتيه الأشياء ولأيّ شيء هو هاهنا ولما (٥) هو صائر بإخلاص الوحدانيّة والإقرار بالطاعة ، وقد جرى فيه النفس (٦) وهي حارّة وتجري فيه وهي باردة ، فإذا حلّت به الحرارة أشرّ وبطر ، وارتاح وقتل ، وسرق وبهج (٧) واستبشر ، وفجر وزنى ، واهتزّ وبذخ (٨) ، وإذا كانت باردة اهتمّ وحزن ، واستكان وذبل ، ونسي ، وأيس ، فهي العوارض التي يكون
__________________
(١) سورة البقرة ٢ : ١٠٩.
(٢) أورده الحرّاني في تحف العقول : ٣٥٤ مرسلاً ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار٦١ : ٢٩٥ / ٦.
(٣) في «ح ، ع» : الطبائع.
(٤) في المطبوع زيادة : الأربع.
(٥) في المطبوع : إلى ما ، بدل «لما».
(٦) ورد في حاشية «ج ، ل» : متعلّق بصائر ، أي يعلم أنّ مصيره إلى الجنّة إذا خلص الوحدانيّة ، وأقرّ بالطاعة أو سببها أو بعرف ، والأوّل عندي أظهر. (م ق ر رحمهالله ).
(٧) في النسخ : ونصح.
(٨) ورد في حاشية «ج ، ل» : البذخ محرّكةً : الكبر. القاموس المحيط ١ : ٣٥٤.