بل خلقهم لإظهار قدرته وليكلّفهم طاعته ، فيستوجبوا بذلك رضوانه ، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ، ولا ليدفع بهم مضرّة ، بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم الأبد» (١) .
[ ١٥ / ٣ ] حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رضياللهعنه قال : حدّثنا (٢) محمّدبن يحيى العطّار ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمّد بن زيد ، قال : جئت إلى الرضا عليهالسلام أسأله عن التوحيد ، فأملى عليَّ :
«الحمد لله فاطر الأشياء إنشاءً ، ومبتدعها ابتداءً بقدرته وحكمته ، لامن شيء فيبطل الاختراع ، ولا لعلّة فلا يصحّ الابتداع ، خلق ما شاء كيف شاء ، متوحّداً بذلك لإظهار حكمته وحقيقة ربوبيّته ، لا تضبطه العقول ، ولا تبلغه الأوهام ، ولا تدركه الأبصار ، ولا يحيط به مقدار ، عجزت دونه العبارة ، وكلّت دونه الأبصار ، وضلّ (٣) فيه تصاريف الصفات ، احتجب بغيرحجاب محجوب ، واستتر بغير ستر مستور ، عرُف بغير رؤية ، ووُصف بغير صورة ، ونُعت بغير جسم ، لا إله إلاّ هو الكبير المتعال» (٤) .
[ ١٦ / ٤ ] حدّثنا (٥) محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضياللهعنه ، قال : حدّثنامحمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب .
__________________
(١) نقله المجلسي عنه في بحار الأنوار ٥ : ٣١٣ / ٢.
(٢) في «س» : حدّثني.
(٣) في «ن ، س» : وصدّقه ، وهو تصحيف لا معنى له.
(٤) ذكره المصنّف في التوحيد : ٩٨ / ٥ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٨١ / ٣ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٤ : ٢٦٣ / ١١.
(٥) في «ع» ورد هذا الحديث بعد حديث رقم ٦ من هذا الباب.