فترك ولم يكن له عزم فيهم أنّهم هكذا ، وإنّما سُمّي اُولو العزم؛ لأنّهم عهد إليهم في محمّد والأوصياء من بعده ، والمهديّ وسيرته ، فأجمع عزمهم أنّ ذلك كذلك وإقرار به» (١) .
[ ٢٠٩ / ٢ ] حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضياللهعنه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، قال : حدّثنا علي ابن الحسن بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : «إنّما سُمّي اُولو العزم اُولي العزم؛ لأنّهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع (٢) ، وذلك أنّ كلّ نبيّ كان بعد نوح عليهالسلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمان إبراهيم عليهالسلام ، وكلّ نبيّ كان في أيّام إبراهيم وبعده كان على شريعة إبراهيم ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن موسى عليهالسلام ، وكلّ نبيّ كان في زمن موسى عليهالسلام وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى أيّام عيسى عليهالسلام ، وكلّ نبيّ كان في أيّام عيسى عليهالسلام وبعده كان على منهاج عيسى عليهالسلام وشريعته وتابعاً لكتابه إلى زمن نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله ، فهؤلاء الخمسة هم اُولو العزم ، وهم أفضل الأنبياء والرسل عليهالسلام ، وشريعة محمّد صلىاللهعليهوآله لاتنسخ إلى يوم القيامة ولا نبيّ بعده إلى يوم القيامة ، فمن ادّعى بعد نبيّنا أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكلّ من سمع ذلك منه» (٣) .
__________________
(١) أورده الكليني في الكافي ١ : ٣٤٤ / ٢٢ ، والصفّار في بصائر الدرجات ١ : ٥٥ / ٢٨٦ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١١ : ٣٥ / ٣١.
(٢) في حاشية «ج ، ل» : لعلّ المراد الناسخة ليخرج آدم عليهالسلام . (م ق ر رحمهالله ).
(٣) ذكره المصنّف في عيون الأخبار ٢ : ١٧٥ / ١٣ ، الباب ٣٢ ، وأورده الراوندي في قصص الأنبياء : ٢٧٧ / ٣٣٥ ، والبرقي في المحاسن ١ : ٤٢٠ / ٩٦٣ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١١ : ٣٤ / ٢٨.